السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

هذه "كارمينا" شهيدة دير الأنبا صموئيل؟ "إليكم الحقيقة

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
A+ A-

"دي الطفلة كارمينا اللي كانو عمّدوها... شهيدة دير الانبا صموئيل". بوست مرفق بصورة لطفل صغير ميت، مغطى بالدم، يتم تناقله على وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، منذ الهجوم المسلح الذي استهدف قافلة تقل اقباطا الجمعة 2 ت2 2018، وأوقع 7 قتلى، وعددا من الجرحى. لكن ما صحة هذا البوست؟ وهل الصورة هي للطفلة "كارمينا" كما يزعم؟ 

"النهار" دققت من أجلكم. 

الوقائع: منذ ساعات، تتناقل صفحات لبنانية وعربية في "الفايبسوك" البوست المرفق بالصورة، يعلوهما في عدد منها التعليق الآتي: "أتردد في تقبيلها كي لا أوقظها... فكيف طابت نفوسهم على قتلها؟!"

ويزعم البوست ان "دي الطفلة كارمينا اللي كانو عمدوها راحت السما اصغر. شهيدة عمرها 80 يوما، ملاك السما شهيدة دير الانبا صموئيل". والصورة تظهر طفلا ممددا من دون حركة، وقد رُبِطت يداه برباط ابيض، وقربه شخص كأنه يرتدي رداء ابيض، ولم يظهر منه سوى يديه. وبدا ايضا مقصان صغيران في الصورة... المشهد يلمّح بقوة الى ان الطفل موجود ربما في غرفة المعالجة في مستشفى.  

التدقيق: 

-بحث على الانترنت يبيّن ان الصورة تعود الى الطفل السوري فراس حامد محمود. "العمر نحو عامين ونصف العام". "وقد قُتل برصاص قناص" في حلب بسوريا في 16 تشرين الاول 2012. وقد نشر "مركز حلب الاعلامي" الصورة نفسها للصورة المرفقة بالبوست المتداول حاليا، والى جانبها صورة أخرى لفراس حيًّا يرزق. 

ولمزيد من الدقة، تأكدت "النهار" من هذا الأمر مع فريق موقع "تأكّد"، وهو "منصة إعلامية متخصصة بتمحيص الأخبار والصور والتدقيق في المعلومات"، خصوصا تلك المتعلقة بسوريا. 

-الصورة نفسها المرفقة بالبوست تمّ تناقلها ابتداء من عام 2012 على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن بزعم مختلف، والاكثر تداولا انها تعود الى "طفل فلسطيني قُتِل خلال غارات اسرائيلية على قطاع غزة". وثمة من زعم انها "عروس البحر تسنيم الشريف، الطفلة الصغيرة التي قتلت بدم بارد من قبل عصابة المجرم كارة في فشلوم الكرامة" (ليبيا- نيسان 2015)... 

-اللافت في البوست انه يزعم ان "الطفلة" في الصورة "تبلغ 80 يوماً"، اي شهرين ونصف الشهر فقط، بينما تبدو انها اكبر من ذلك بخلاف الزعم في البوست.   

-ولكن هل ثمة "كارمينا" بين القتلى الاقباط الذين سقطوا في الهجوم، كما يزعم البوست؟ وفقا لورقة النعي التي نشرتها مطرانية المنيا وابو قرقاص للاقباط الارثوذكس على صفحتها في "الفايبسوك"، لا يرد اطلاقا اسم "كارمينا" بين اسماء القتلى. وهي الآتية: نادي يوسف شحاتة، رضا يوسف شحاتة، كمال يوسف شحاتة، بوسي ميلاد يوسف، اسعد فاروق لبيب، بيشوي رضا يوسف، وماريا كمال يوسف، وهي اصغرهم اذ تبلغ 12 عاما. اما الجرحى، فعددهم 15، واصغرهم الطفل ابرهيم فرج نسيم جاد الله (عامان).

النتيجة: البوست كاذب، ملفق، لانه يزعم ان الصورة هي للطفلة القبطية "كارمينا" التي قتلت في هجوم المنيا في 2 ت2 2018، بينما ثبت انها للطفل السوري فراس حامد محمود الذي قُتِل في حلب في 16 تشرين الاول 2012. والى جانب الزعم الخاطىء ان الطفلة في الصورة تبلغ 80 يوما، يتبيّن ايضا من ورقة النعي التي تنشرها مطرانية المنيا ان لا وجود لطفلة اسمها "كارمينا" بين القتلى الـ7، ولا ايضا بين الجرحى الـ15.  


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم