الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"سيناء تعود لطبيعتها"... هل اقتربت مصر من القضاء على الإرهاب؟

المصدر: "النهار"
القاهرة-ياسر خليل
"سيناء تعود لطبيعتها"... هل اقتربت مصر من القضاء على الإرهاب؟
"سيناء تعود لطبيعتها"... هل اقتربت مصر من القضاء على الإرهاب؟
A+ A-

وجاءت تصريحات الرفاعي في حديث إذاعي لـ"راديو مصر"، قبل ساعات قليلة من بث البيان العسكري الرقم 29 ، الخميس، الذي تضمن نتائج العملية "سيناء 2018"، وأفصح عن توجيه ضربات قاضية للإرهابيين في ربوع مصر، خاصة المنطقتين الشرقية والغربية.

وعلى مر السنوات التي أعقبت ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، تحولت منطقة شمال سيناء إلى واحدة من أخطر معاقل الإرهاب في الشرق الأوسط، خاصة وأن اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل كانت تمنع القوات المسلحة المصرية من الانتشار في هذه البقعة الصحراوية الوعرة، وهو ما سهل للإرهابيين تأسيس بنية تحتية قوية، وتخزين كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، وتجنيد عناصر محلية متطرفة.

استقرار لمصر والمنطقة

ويرى اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري أن دحر الإرهاب في سيناء، يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في مصر والشرق الأوسط، ويقول لـ"النهار": "بالنسبة لمصر هذا يدعم الاستقرار داخل البلد، كانت هناك ظروف مختلفة قبل 4 أو 5 سنوات تقريباً، أدت إلى وجود هذه الأعداد من الإرهابيين في سيناء ومحاولتهم لتهديد عمق مصر بصفة عامة".

ويقول الخبير العسكري البارز إن "مصر شنت عملية شملت كل قواتها المسلحة البرية والبحرية والجوية، وأتصور أنهم حققوا نسبة كبيرة من النجاح في سيناء والمنطقة الغربية والجنوبية، وفي البيان (29)، يتضح أن القوات الجوية تعمل في المنطقة الشرقية، في سيناء، وكذلك في المنطقة الغربية، وفي البيانات السابقة كان هناك إشارة لتهديدات في جنوب البلاد".




وأضاف: "نشاهد القوات البحرية تحاول السيطرة ومنع وصول أي إمدادات للإرهابيين. وهناك فاصل زمني بين البيانين العسكريين 28 و29 يقارب 23 يوماً، وهذا يشير إلى أن حجم العمليات يتراجع شيئا فشيئاً نتيجة النجاحات المتتالية".

"في سيناء عادت الحياة إلى طبيعتها، المدارس والجامعات انتظمت والطرق والمحلات والمشروعات تعمل" يقول مظلوم، مضيفاً: "النجاح في سيناء يؤدي إلى استقرار في المنطقة، وقد تم القضاء على إرهابيين كان يمكن أن ينتقلوا إلى مناطق أخرى، والاستقرار في مصر سوف يؤثر في الشرق الأوسط كله".

لكن في الوقت ذاته الذي يعلن عن انتصار عسكري على المتطرفين المسلحين، يتساءل بعض المثقفين والكتاب المصريين عن مدى اهتمام الدولة المصرية بالحرب على الإرهاب كفكر يوجد في الكتب وعلى الإنترنت، وهو ما يمكن أن يحول المتشددين العزل المتواجدين داخل المجتمع المصري، إلى متطرفين مسلحين وينتج جيلاً جديداً من الإرهابيين.

وفي هذا الشأن، يقول الخبير العسكري: "أرى أن الحرب الأمنية لا يجب أن تكون هي المواجهة الوحيدة مع الإرهاب، ولكن هناك دور لكل أجهزة الدولة، وزارات الأوقاف، والتعليم، والشباب والمؤسسات الاقتصادية لها دور مهم، وفي الواقع أرى أن هناك عملاً على الأرض في هذا الاتجاه. الأزهر يتحرك، وهناك توعية وعمل داخل مراكز الشباب، والتصريحات الرسمية نفسها توضح أن الحرب ليست حرباً أمنية فقط، بل هي حرب شاملة".

التهميش والتنمية

ويقول مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي لـ"النهار: إن "تحقيق القدر الأكبر من أهداف العملية الشاملة، والذي يتجلى من خلال البيانات العسكرية، يشير إلى قطع شوط كبير جداً في مواجهة الإرهاب على الأرض، فسيناء كانت بؤرة كبيرة قبل هذه العملية، ولكنها تقلصت منذ انطلاق (سيناء 2018) في شباط الماضي، أي أنه خلال ما يناهز 9 أو 10 شهور، تم القضاء على ما يقرب من 90% من القوة التي تمتلكها الجماعات الإرهابية في شمال سيناء".

ويضيف حمزة: "المحور الآخر هو التنمية، لأن التنمية في هذه المنطقة وفي مصر بشكل عام، متعلقة بالاستقرار الأمني والسياسي، وسيناء كمنطقة بها أجزاء مهمشة على مر الأنظمة السياسية السابقة، ومن ثم كانت بيئة خصبة للعنف والتطرف، ولا يزال هناك جزء لم يتم التخلص منه، ولكننا في الطريق إليه".

"من الواضح أنه أمكن القضاء على الإرهابيين على الأرض"، يقول الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، و "لكن حين نتحدث عن القضاء على الإرهاب نفسه كفكر، فهذا يحتاج لمواجهة مستدامة، لأن الذي قتل من قادة الإرهابيين، ما زال موجوداً بأفكاره من خلال كتبه وما تم نشره على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الجديد، هذا يحتاج إلى مواجهة مستدامة، ويحتاج إلى تكاتف أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني".

ويرى أن "على الأزهر أن يتخلى عن النخبوية في خطابه، وينزل إلى المقاهي ويتحدث مباشرة مع الشباب عن القضايا التي تشغله، وهذا بالطبع يحتاج إلى دعاة مؤهلين ومطلعين بقدر كاف على أدبيات الجماعات الإرهابية".

ويشير إلى أن "كثراً ممن يتصدون لمواجهة الفكر المتطرف في الأزهر والأوقاف والمؤسسات الدينية الإسلامية بشكل عام، هم متعمقون في الدين، ولكنهم ليسوا بالقدر نفسه من الاضطلاع على  فكر تلك الجماعات، فهم لم يدرسوا أدبيات تلك التنظيمات، لديهم فقط علم ببعض الأفكار، لكن دراسة أدبيات تلك الجماعات مهم للتصدي لفكرها".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم