الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

تقنية حديثة للانسداد الكامل والمزمن للشرايين

المصدر: "النهار
تقنية حديثة للانسداد الكامل والمزمن للشرايين
تقنية حديثة للانسداد الكامل والمزمن للشرايين
A+ A-

نسمع كثيراً عن انسداد الشرايين الكامل والمزمن. يعاني الكثيرون من هذه الحالة الشائعة لاسيما مع تقدم العمر او الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع الضغط والكولسترول...تقنية حديثة تُعالج الانسداد الكامل، بشرى سارة لمرضى القلب لاسيما اولئك الذين لم يكن امامهم سوى الأدوية للتعايش مع حالتهم الصحية. ما الذي يُسبب انسداد هذه الشرايين؟ وهل يمكن الوقاية منها؟ وعلى ماذا تعتمد هذه التقنية الحديثة؟

جميعنا يعرف ان القلب يتغذى من الشرايين التاجية التي ولسوء الحظ تتعب وتعاني تضيّقات مع مرور السنين. من منا لم يسمع عن تعرض احدهم لأزمة قلبية مفاجئة؟ هذا العارض الصحي هو نتيجة انسداد فجائي لهذه الشرايين. لكن غالباً ما يرافق انسداد الشرايين وتضيّقها أعراض تحذيرية أهمها آلام الصدر، التعرّق وضيق في التنفس.

تقنيات جديدة  للانسداد الكامل


يشرح الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين الدكتور فادي أبو جودة في مقابلة مباشرة على فايسبوك النهار مع الزميلة الصحافية رلى معوض، انه "في الماضي كنا نلجأ الى الجراحات العلاجية ومن ثم استكملت بالبالون والقسطرة والراسور...في حالة الانسداد الكامل أي 100%. كنا نلجأ الى العملية الجراحية التي تكون في بعض الأحيان صعبة ودقيقة جدا، من هنا بدأ العمل في السنوات الماضية على البحث في تقنيات جديدة لمعالجة الانسداد الكامل للشرايين الذي يكون علاجه في حالات كثيرة من خلال الأدوية ومساعدة المريض على التأقلم مع حالته وأعراضه الصحية".

"عندما نتحدث عن الانسداد المزمن والكامل للشريان يعني ان الانسداد تخطى فترة الـ3 أشهر" وفق ما أكده أبو جودة، مضيفاً: "ترافق هذا الانسداد اعراض صحية مثل ألم في الصدر عند القيام بمجهود ما، ضيق في التنفس او قصور في القلب او تعب وارهاق دون القيام بأي نشاط... لذلك ندرس عند هؤلاء الأشخاص امكانية إعادة الدم الى هذا الجزء من العضل عبر فتح الشريان الذي يعاني انسدادا كاملاً فيه".

متى يستفيد المريض من هذه التقنية؟


لكن السؤال الأهم "هل يستفيد المريض بعد معالجة الانسداد الكامل للشريان؟ في هذه المرحلة ندرس كل الاحتمالات والفحوصات للتأكد من مدى فعالية هذه التقنية ونجاحها على حياة المريض قبل إجراء اي عمل جراحي. اذاً المهم مساعدة المريض بغض النظر عن عمره، ليس هناك عمر محدد لإجراء هذه الجراحة وانما ندرس حالته الصحية وامكانية تحسين حياة كل مريض يتألم او يتعذب او يعاني انسداداً كاملاً في الشريان.

ويشير أبو جودة الى ان مراحل العلاج تختلف في حالة الانسداد الكامل للشريان وتنقسم على الشكل الآتي:

المرحلة الأولى: يكون انسداد الشريان 100% لكن عملية فتحه غير معقدة. يقوم بعض الأطباء غير المدربين بإجرائها مؤخراً كونها شبيهة يالتقنيات المعترف بها كالراسور او البالون مع إضافة بعض المعدات الجديدة.

المرحلة الثانية: تكون العملية أصعب ومعقدة أكثر وتتطلب تقنيات حديثة أكثر.

المرحلة الثالثة: تكون الجراحة معقدة كثيرة وصعبة.

في حين تتطلب المرحلة الثانية والثالثة تدريباً وتحضيراً أكثر وتقنيات ومهارات حديثة ومتطورة بالإضافة الى وجود فريق طبي كامل .

أسباب وعوامل مؤثرة لانسداد الشرايين:

* التدخين ( كل 80 دقيقة نرجيلة = 200 سيجارة)

* السكري

* الضغط

* الكولسترول

* نمط حياة غير صحي

* قلّة الحركة

* الوراثة

لكن متى يجب على المريض استشارة الطبيب؟

يشدد الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين الدكتور فادي أبو جودة على ان "كل ألم في الصدر او وجع غير مبرر او مفسر يفرض استشارة الطبيب. ولحسن الحظ أصبح لدينا تقنيات جدية تشرح وتشير الى مصدر الألم والتأكد من ان مصدر هذه الأعراض هو القلب، لننتقل الى الخطوة الثانية حيث ندرس حالة كل مريض والتقنيات المناسبة له. وهنا يكمن دور الطبيب في معرفة تفاصيل انسداد الشريان، في حال كان تدفق الدم كافياً لحاجة المريض من الشريان المجاور للشريان المسدود، لا نُجري اي تدخل طبي.

اما في حال كانت كمية الدم غير كافية، فنضطر الى معالجة هذا الانسداد سواء بالدخول مباشرة إلى الشريان المسدود او من خلال الشريان المجاور له للوصول إليه.

كيف نعالج الانسداد؟


هناك نوعان من الفحوصات لدراسة تضيّق الشرايين:

الفحص الاول: سواء بالتمييل او السكانر لمعرفة ورؤية ما في الداخل.

الفحص الثاني: كفحص المجهود وفحوصات أدق كفحص الذرة وفحص FFR للتأكد من ان هذا الانسداد يتطلب تدخلاً طبياً.

ويضيف أبو جودة انه "اذا وجدنا ان الانسداد الكامل يؤثر على العضل وحياة الإنسان، علينا اذاً فتح هذا الشريان من خلال 3 طرق وفق كل مريض:

* 1- الدخول عبر الشريان نفسه ونحاول خرق هذه المنطقة التي تعاني من انسداد كامل

*2- المضي في غشاوة الشريان للدخول إلى الشريان بعد تخطي الانسداد لفتحه من الجهة الأخرى، وهذه الجراحة فائقة الدقة وتحتاج الى تقنية متطورة جداً.

*3- الدخول من رأس الشريان و الشريان الموجود الى جانب الشريان المسدود لخرق هذا التضيّق.

لذلك بعد خرق الشريان المسدود، نقوم بمعالجة الانسداد بالطريقة التقليدية ( راسور- بالون...). تكمن مشكلة الانسداد الكامل في استحالة وضع بالون، اما اليوم بفضل هذه التقنية المتطورة اصبح بإمكاننا خرق هذا الإنسداد ومن ثم معالجته بالبالون وغيرها من العلاجات التقليدية المتعارف عليها. ما يعني بطريقة أخرى، تعتبر التقنية الحديثة مكملاً للتقنية القديمة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم