أخيراً عرفنا سبب العجز والمديونية

كنت أفضّل ألّا أردّ على تغريدة النائب الصديق زياد اسود (تاريخ 16 تشرين الأول الماضي)، والتي قال فيها ما معناه: "إن الإصلاح الحقيقي يبدأ بإعادة النظر في رواتب العسكريين الذين يتقاعدون في سنّ مبكرة، والنتيجة: عدم إنتاجية، هذه الرواتب التي تكلّف المليارات وتُرهق الخزينة". هذا الموقف بإلصاق عجز الخزينة بمعاشات العسكريين المتقاعدين "غير المنتجين" ليس بالجديد، فقد سمعناه مراراً من نواب ووزراء وصفوا العسكريين المتقاعدين بالقطاع غير المنتج، لكنّ الموقف مستغرب من النائب زياد اسود المعروف بمواقفه الداعمة للجيش في كل زمان.حضرة النائب الصديق، أنت المحامي المتمرّس تعرف حقّ المعرفة أن الموظّف في الإدارة العامة يحال على التقاعد عند خدمته 25 سنة على الاقلّ، أو عند بلوغه السن القانونية (64 عاما)، هذا الموظف يعمل 6 ساعات في اليوم، أي بمعدّل 30 ساعة عمل أسبوعياً، ويرتاح في نهاية كل أسبوع وفي العطل الرسمية، وما أكثرها، والبعض، كالقطاع التربوي، يرتاح فصل الصيف كله. هذا الموظف يعود يومياً إلى منزله، إلى دفء العائلة، بينما العسكري يعمل في الليل والنهار، ومأذونيته ليست حقاً له، بل هي بحسب النظام العسكري العام مكافأة تُمنح له. والعسكري يا صديقي يعمل في أصعب الظروف وأقساها، في الحرّ والقرّ، تحت المطر والصقيع، يحمل بيديه البندقية وعلى منكبيه القسم بالذود عن...