"فيديو جديد من داخل الطائرة المنكوبة": إندونيسيا تحذّر من الأكاذيب

صراخ في الطائرة، صياح، أصوات مرتجفة تعالت خوفاً: "الله أكبر، الله اكبر، لا اله الا الله"، مرة، مرتين، ثلا مرات، عشر مرات... لينتهي التصوير في الدقيقة الاولى. مقطع فيديو مخيف انتشر بكثافة في اليومين الماضيين على حسابات لبنانية وعربية على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أُرفق بالتعليق الآتي: "فيديو جديد من داخل الطائرة الاندونيسية المنكوبة قبل دقائق من سقوطها". كذلك، نشرت مواقع الكترونية اخبارية خبرا عنه، في وقت حصد الفيديو آلاف المشاهدات.

الى كل ناشري هذا الفيديو والمتشاركين فيه على وسائل التواصل الاجتماعي، يقول سوتوبو بوروو نوغروهو، المتحدث باسم وكالة تخفيف حدة الكوارث في اندونيسيا، في تغريدة على "تويتر": "هذا الفيديو لا يعود للطائرة التابعة لشركة "ليون اير" التي كانت تقوم بالرحلة JT 610 (وتحطمت الاثنين 29 ت1 2018)، بل لطائرة ركاب أخرى تابعة لـ"لايون إير" وكانت تقوم بالرحلة 353 JT بين جاكرتا وبادانغ قبل مدة، وتعرضت خلالها لمطبات هوائية. وقد نجا جميع ركابها. لا توجد فيديوات ولا صور لركاب الرحلة JT 610. لا تشاركوا في نشر الاخبار الكاذبة".

 منذ تحطم الطائرة الإندونيسية التابعة لشركة "ليون إير" في البحر الاثنين، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور واخبار وفيديوات تزعم انها للطائرة الاندونيسية المنكوبة، بما دفع السلطات الإندونيسية الى تحذير مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من مغبة نشر أخبار وصور وفيديوات كاذبة، في وقت تواصل فرق الإنقاذ البحث عن جثث ضحايا الطائرة. وقال سوتوبو على "تويتر": "من فضلكم، لا تنشروا صورا للضحايا واكاذيب. من فضلكم، كونوا حكماء."

ويبرز، على حسابه في "تويتر"، عدداً من الصور ومقاطع الفيديو التي تجول على وسائل التواصل الاجتماعي وتزعم انها للطائرة المنكوبة، منها بوستات على "الفايسبوك" تظهر صورة لطفل في سترة نجاة، يزُعم أنه تمّ إنقاذه من حطام الطائرة الاندونيسية. 

احد البوستات الذي تم التشارك فيه اكثر من 5 آلاف مرة في الساعات الماضية، قدّم تفاصيل خيالية عن عملية الإنقاذ تلك. "هناك العديد من المشاركات لبوستات في وسائل التواصل الاجتماعي تزعم أنها تظهر صورة لطفل نجا من تحطم الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة JT610"، على قول سوتوبو. ويفيد ان "هذه الصورة تظهر في الواقع طفلاً تم إنقاذه من (قارب) غرق... الثلثاء 3 تموز 2018. لذا فإن هذه المعلومات كاذبة. من فضلكم، لا تنشروا اخبارا كاذبة". يشار الى ان مسؤولي وكالة البحث والإنقاذ استبعدوا العثور على أي ناجين من تحطم الطائرة. 

تعاني اندونيسيا مشكلة قديمة مع انتشار الأخبار الكاذبة على الانترنت. ولا تتأخر هذه الاخبار في الظهور بعد حصول كارثة ما. البلاد تتميّز بان لديها إحدى أعلى نسب مستخدمي الإنترنت في العالم، مع عدد سكان يصل الى 260 مليون نسمة، وتعد ايضا واحدة من أعلى معدلات استخدام وسائل التواصل الاجتماع في العالم.

على سبيل المثال، في الأيام التي أعقبت التسونامي الذي ضرب مدينة بالو الساحلية في أواخر ايلول، بدأت قصص عدة زائفة في الانتشار، مما دفع الشرطة إلى القيام بعدد من الاعتقالات. كذلك، انتشرت اخبار زائفة خلال كارثة الزلزال في جزيرة لومبوك في الصيف.

وينبّه سوتوبو الى انتشار اجزاء اخرى من أخبار كاذبة هذا الاسبوع، بما في ذلك صور لمسافرين يضعون أقنعة اوكسيجين على وجوهم، وشريط فيديو لأشخاص (في طائرة) يصرخون. وتزعم زورا، في الحالتين، انها تظهر الدقائق الأخيرة للضحايا قبل تحطم الطائرة. 

ويشير ايضا الى شريط فيديو على موقع "يوتيوب" يزعم ايضا أنه يظهر تحطم الطائرة في المياه. "لكنه يعود في الواقع لطائرة أثيوبية اختطفت عام 1996، قبل ان تسقط في المحيط الهندي".

ويلفت الى صورة مضللة اخرى تعود في الواقع لحطام طائرة تابعة لشركة "لايون إير"، وتعرضت لحادث عام 2013 قرب مدرج مطار بالي.