اشترِك في نشرتنا الإخبارية
ثلاث ساعات، اربع، خمس، ست..عدادات الانتظار والأسْر بدت اليوم مفتوحة بالنسبة للمواطنين العالقين في سياراتهم في مناطق عدة نتيجة التقصير والاهمال، ولم يخرج واحد من المسؤولين حتى الساعة ليخبر الناس عن سبب ما حلّ بهم، وخصوصاً عن سبب عدم تنظيف المجاري مع توقع مسبق لموعد "الشتوة القوية". علماً ان مسؤولية صيانة الطرق الرئيسية تقع على عاتق وزارة الاشغال العامة التي توقع عقوداً سنوية مع شركات خاصة لهذه الغاية. وكان الوزير غازي العريضي توقع "غرق الشوارع بالمياه" محملاً وزارة المال مسؤولية عدم دفع الاعتمادات للوزارة.
مشاهد الاولاد الجالسين عند الحافات الاسمنية داخل نفق المطار، والرجال والنساء الذين عبروا برك ومستنقعات المياه سيراً بعد ان استنفدوا صبرهم وفقدوا الامل من الانتظار في سياراتهم، ومشاهد السائقين الذين اطلقوا العنان لزمامير سياراتهم كـ"فشة خلق".. كل هذه المشاهد تقول "بيكفي بهدلة"!
فكما في بداية كل فصل شتاء، كشفت "الشتوات" الاولى ضعف البنى التحية وتقصير الخطط الرسمية الاستباقية. هكذا استمر اسر آلاف اللبنانيين منذ الصباح في سياراتهم في مناطق عدة من لبنان، نتيجة تفجر حفر المياه وسط الشوارع، والسيول التي لم تصرفها مجاري المياه، وانهيار الدشم الترابية.
وافاد مركز التحكم المروري "النهار" عن الاماكن الرئيسة التي شهدت زحمة سير خانقة بسبب السيول، وابرزها نفق المطار حيث ادى تجمع المياه داخله الى قطع الطريق في الاتجاهين، ما ادى الى تحويل السير الى طرق فرعية، وفاقم الزحمة التي امتدت من السفارة الكويتية الى الاوزاعي. وقامت فرق صيانة تابعة لوزاة الاشغال العامة بالعمل على فتح المجاري المسدودة، كما عملت قوى الامن الداخلي والدفاع المدني على اخراج الناس العالقين في سياراتهم داخل نفق المطار. و تكرر مشهد الزحمة بسبب حفر المياه والسيول في الطريق العام بين مار مخايل وصفير وبعبدا، وبين الحايك والمكلس، وعلى اتوستراد المتن السريع وتحديداً عند مفرق رومية، والشويفات، كما ادى تساقط دشم ترابية في محيط وزارة الدفاع الى زحمة في بعبدا.
وشهد الاوتوستراد الساحلي من الصيفي مروراً بالكرنتينا فالدورة، نهر الموت، الزلقا، جل الديب، الضبية زحمة سير خانقة بسبب غزارة السيول التي هطلت، كما شهد "جسر الرينغ" في اتجاه الاشرفية زحمة سير خانقة. والمشهد عينه حصل عند مداخل فرن الشباك - العدلية، الحازمية - الشفروليه صعودا نحو الحدت.
وأصدر المدير العام لقوى الأمن الداخلي وكالة العميد ابراهيم بصبوص، أمرا الى كل قطعات قوى الأمن الداخلي من مخافر وفصائل ودوريات طوارىء، إضافة الى مفارز السير، قضى بوجوب "التواجد الفوري لأكبر عدد من الضباط والعناصر على الطرق، ومساعدة المواطنين، وتسهيل حركة المرور، والمساهمة في ازالة العوائق".
رئيس لجنة الاشغال النيابية النائب محمد قباني حمل في اتصال مع "النهار" مسؤولية ما حصل في الدرجة الاولى الى وزارة الاشغال واستطرادا الى البلديات، قائلاً " من المفترض بدل أن تنفق وزارة الاشغال كل الاموال على الزفت، أن تخصص بعضها للصيانة".
اما وزارة الاشغال فكانت الصامت الاكبر هذا اليوم، ولم يكن اي من مسؤوليها "على السمع".
