الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"الجماعة الاسلامية" دخلت في "دورة تغيير تنظيمي" بعد مراجعة أجرتها غداة "نكستها" الانتخابية

المصدر: "النهار"
ابرهيم بيرم
"الجماعة الاسلامية" دخلت في "دورة تغيير تنظيمي" بعد مراجعة أجرتها غداة "نكستها" الانتخابية
"الجماعة الاسلامية" دخلت في "دورة تغيير تنظيمي" بعد مراجعة أجرتها غداة "نكستها" الانتخابية
A+ A-

منذ فترة قصيرة دخلت "الجماعة الاسلامية" في لبنان في خضم "دورة تنظيمية" يُفترض، وفق نظامها الداخلي، ان تنتهي في نهاية السنة الجارية بانتخابات عامة تطاول كل الهرم القيادي للجماعة بدءاً من الرأس، أي الامانة العامة، مروراً بالمكتب السياسي وصولاً الى باقي المراتب القيادية المركزية والمناطقية.

الحدث ليس استثنائياً، بل هو إنفاذ للنظام الداخلي للجماعة الذي يوجب اجراء هذه الدورة التنظيمية مرة كل ثلاث سنوات الا اذا كان هناك تطور استثنائي طارىء يوجب التأجيل ويفرض الإرجاء.

ولدى سؤالنا مصدراً معنياً داخل الجماعة (فضّل عدم ذكر اسمه) عن إمكان بروز اسم شخصية جديدة في منصب الامانة العامة بدل الامين العام الحالي عزام الايوبي الذي يتولى هذه المسؤولية منذ آخر انتخابات في الجماعة (قبل ما يقرب من 3 اعوام)، اشار الى ان "كل الاحتمالات واردة والابواب مفتوحة ما دام الامر خاضعاً لعملية انتخاب ديموقراطي يحق فيها لكل من يرغب من الاعضاء العاملين المستوفين لشروط العضوية الترشح، والهيئة الناخبة هي التي يعود اليها القرار، فإما ان يعاد تثبيت الاخ عزام الايوبي في مسؤولياته الحالية (ويبدو انه الارجح) وإما ان يعاد انتخاب امين عام جديد".

ومن البديهي، وفق المصدر إياه، "ان يجري في الدورة التنظيمية انتخاب رئيس مكتب سياسي جديد خلفاً للرئيس السابق اسعد هرموش الذي قدم كما هو معلوم استقالته من هذا المنصب على نحو مفاجىء عشية الانتخابات النيابية الاخيرة لأسباب ظلت ملتبسة، ليخلفه تلقائياً نائبه في المسؤولية، المسؤول التنظيمي للجماعة في الجنوب الاخ بسام حمود، اضافة الى نائب الرئيس واعضاء المكتب والمراتب القيادية الاخرى".

ونفى المصدر عينه المعلومات التي راجت في الآونة الاخيرة ومفادها ان الجماعة "اصيبت بغيبوبة تنظيمية اجبرتها على الانكفاء منذ النكسة المدوية التي منيت بها في الانتخابات النيابية الاخيرة، والتي حرمتها ايصال نائب واحد الى المجلس النيابي رغم انها رشحت نحو خمسة مرشحين في اكثر من دائرة انتخابية، وذلك بعدما تراجع تيار المستقبل عن تحالفه الانتخابي السابق مع الجماعة والذي تجسد في انتخابات عام 2009 وقضى باعطاء اصوات ناخبي الجماعة لمرشحي التيار في كل الدوائر في مقابل ان تعطى الجماعة مقعداً نيابياً واحداً في بيروت" (شغله النائب الدكتور عماد الحوت).

وقال: "لا يخفى ان الجماعة بادرت بُعيد ظهور نتائج الانتخابات الاخيرة الى اجراء عملية مراجعة جريئة داخلية من خلال جلسات للمكتب السياسي والهيئات القيادية المعنية استمرت اياماً، وتخللها نقاش مفتوح عن الاسباب التي افضت الى ما حصل، وهل الامر عائد الى اداء الجماعة ام ان ثمة ظروفاً موضوعية وتحولات داخلية واقليمية فرضت هذه النتيجة غير المرضية، وسعينا استطرادا الى الاضاءة على نقاط الخلل والضعف وسبل تلافيها حاضراً ومستقبلاً وذلك من منطلق ان ما حصل لا يعني اطلاقا عزوفاً عن استكمال مسيرتنا السياسية التي بدأناها قبل اكثر من ستة عقود".

وأضاف: "لقد انتهت تلك المراجعة الى خلاصات حرصنا على ان تبقى داخل الاطر التنظيمية للجماعة بهدف الاستفادة منها والعمل بوحي من هديها. وبالاجمال ليس في قاموسنا احباط ويأس بل هي مسيرة فيها هنات ونكسات كما فيها تقدم وتطور".

واشار المصدر نفسه الى انه "ليس صحيحاً ان النتائج غير المرضية في الانتخابات فرضت علينا غيبوبة سياسية وانكفاء عن المشاركة والحضور في دورة الحياة السياسية. فمنذ ايام كان لنا موقف من موضوع التأخير في استيلاد الحكومة وتداعيات ذلك، كما كان لنا اخيراً موقف رافض بالمطلق للزيارات التي قام بها مسؤولون من كيان العدو الصهيوني الى عدد من العواصم العربية والتي هي عملية تطبيع مرفوضة تماما، فضلاً عن انشطة اخرى في مجال دعم نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الوحشي عليه".

وعما اذا كانت عملية المراجعة الداخلية التي اجرتها الجماعة اخيراً قد طاولت علاقتها بـ"تيار المستقبل" وبـ"حزب الله" على وجه التحديد، خصوصاً ان العلاقة معهما شهدت دوما صعوداً وهبوطاً ولا استقرار، اجاب المصدر: "علاقتنا مع تيار المستقبل هي في الاطر العادية، وبالتحديد هي الآن كما كانت قبل الانتخابات النيابية، اي ليس هناك من قطيعة. اما عن العلاقة مع حزب الله فيمكن القول ان ليس هناك مستجد طارىء يبدل نمطية العلاقة التي استقرت منذ زمن وهي تقوم على قاعدة حرصنا نحن واياهم على الحفاظ على علاقة ولو متواضعة حفاظا على تاريخية العلاقة التي جمعتنا في السابق، وذلك رغم التباين الحاصل في وجهتينا تجاه العديد من القضايا وفي المقدمة الموقف المختلف عليه من الاحداث في الساحة السورية. ومع ذلك لا نغفل عن ان ثمة قضايا تتوحد الرؤى حولها بيننا كفريقين. هذه الصورة كانت هي السائدة الى قبل فترة، لكن الثابت ان هناك احتمالات تغير وتبدل، خصوصاً ان ثمة اوضاعاً تطورت واحوالاً تحولت، وهذا يفترض من كلينا اجراء عملية اعادة نظر ووضع مقاربة مختلفة لأوجه العلاقة. وفي الخلاصة علينا ألا نوصد الابواب امام احتمال ان نشهد تطوراً معيناً في هذه العلاقة في قابل الايام".

وأياً يكن من أمر، وبعيداً من كلام المصدر عينه، فالواضح ان هذه الجماعة التي هي كما هو معلوم جزء لا يتجزأ من تراث جماعة "الاخوان المسلمين" التنظيم الاسلامي الأعرق والعابر للحدود، اعتادت دوما العمل بروية وهدوء في ايام التمدد والازدهار، ولا يبدو انها مستعجلة في عهود التراجع والانكماش لافتعال ضجة وصخب، لكنها في كل الاحوال تحضّر نفسها لانطلاقة جديدة تستفيد من الماضي مع إدراكها سلفاً ان السبل وعرة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم