الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

ميركل تتخلّى عن رئاسة حزبها: "آن الاوان لفتح صفحة جديدة"

المصدر: "ا ف ب"
ميركل تتخلّى عن رئاسة حزبها: "آن الاوان لفتح صفحة جديدة"
ميركل تتخلّى عن رئاسة حزبها: "آن الاوان لفتح صفحة جديدة"
A+ A-

أعلنت المستشارة الألمانية #أنغيلا_ميركل اليوم تخليها عن منصب المستشارة في نهاية ولايتها الرابعة والأخيرة سنة 2021، على أن تتخلى عن رئاسة الحزب في كانون الأول، سعياً إلى تخفيف وطأة الأزمات السياسية التي يعانيها ائتلافها الحكومي.

وفي خطوة حاسمة باتجاه إنهاء مسيرتها السياسية، قالت المستشارة التي قادت بلادها طيلة 13 عاما، إنها تأمل أن ينهي رحيلها الخلافات المريرة داخل الائتلاف، كي يتم التركيز على مهمة حكم أكبر اقتصاد أوروبي.

وقالت ميركل للصحافيين في مقر حزبها الاتحاد المسيحي الديموقراطي المحافظ: "اليوم، حان الوقت لفتح صفحة جديدة"، معلنةً أنها لن تختار خلفاً لها على رأس الحزب".

ويأتي إعلان ميركل بعد أشهر من الأزمات الحكومية، وغداة انتخابات في مقاطعة هسن مُني حزبها خلالها بخسارة كبيرة. وقالت ميركل (64 عاماً) إن "الصورة التي ترسلها الحكومة إلى الخارج غير مقبولة".

وأضافت إن الانتكاسات الانتخابية، مثلما حدث الأحد في مقاطعة هسن، كانت "نقطة تحول، لكنها قد تقدم فرصة" بالنسبة الى الأحزاب السياسية الرئيسية لإيجاد طريق للمضي قدما.

وستبدأ ميركل عملية خروجها السياسي بالتخلي أولا عن زعامة حزبها في كانون الأول، والتي ستجري انتخابات بشأنها خلال مؤتمر الحزب في كانون الأول. وأشارت الى أنها لن تشارك في الانتخابات المقبلة، أو تسعى الى تجديد مدتها كمستشارة عند انتهاء ولايتها الرابعة في 2021.

وأعلن أربعة مرشحين على الأقل رغبتهم في التنافس على منصب ميركل بعد إعلانها. إلا أنها قالت إنها لن تسمي خلفا لها. وأكدت "قبول أي قرار ديموقراطي يتخذه حزبي".

توصف ميركل كثيراً بأنها أقوى امرأة وقائدة أوروبا الفعلية. لكن قوتها بدأت تضعف منذ قرارها في 2015 فتح حدود بلادها في ذروة أزمة الهجرة في أوروبا والسماح لأكثر من مليون لاجئ بدخول البلاد. وأدى ذلك الى حالة استقطاب في المانيا، وربما زيادة ظهور اليمين المتطرف.

وبسبب مهاجمته اللاجئين، أصبح حزب "البديل لألمانيا" المناهض للهجرة أكبر حزب معارض في البرلمان. وبعد نتائج قوية في مقاطعة هسن، اصبحت له مقاعد في جميع برلمانات المقاطعات الألمانية.

وفي الوقت ذاته، فقد دفع بروز حزب "البديل لألمانيا" بحليف ميركل المحافظ الاتحاد المسيحي الاجتماعي إلى تبني سياسات متشددة بشأن الهجرة، ما دفع الناخبين المعتدلين إلى اختيار حزب الخضر اليسار الوسط.

وأشاد زعيم حزب "البديل لألمانيا" يورغ ميوثن بإعلان ميركل تخليها عن المستشارية. وقال إنها "أخبار جيدة".

وذكر روبن الكسندر، مراسل صحيفة "دي فيلت"، أن الطريق أصبح الآن ممهداً للأمين العام للاتحاد المسيحي الديموقراطي نيغريت كرامب كارنبوير الملقبة بـ"ايه كاي كاي"، لتمسك بزمام الأمور. وكتب في تغريدة: "لقد استعادت المرأتان الزخم، لأنه لم يكن أي من المعارضين مستعدا لذلك".

لكن مرشحين آخرين ما زالوا ينتظرون، بينهم وزير الصحة ينز سباهن، المنتقد لميركل.

وذكرت صحيفة فرانكفورتر الغيماينة الاحد أنه سيكون من "الخطأ" أن تتمسك ميركل بالسلطة. وقالت: "من خلال تسليم ميركل منصبها بإرادتها الحرة، ستظهر أنها تعرف ما يعرفه الجميع، وهو أن نهاية مستشاريتها اقتربت".

ومن المرجح أن تتسبب خطوة ميركل الأولى باتجاه الخروج من السلطة، بردود فعل في الاتحاد الأوروبي الذي كانت فيه منارة للاستقرار، وسط معاناة الاتحاد من ازمات عالمية متعددة وخروج بريطانيا من الاتحاد، ووجود حليف لا يمكن التكهن بتصرفاته في البيت الأبيض.

ورغم أن ميركل لا تزال تحظى باحترام واسع خارج بلادها، إلا أن المتاعب الداخلية الاخيرة داخل ألمانيا ابعدتها عن الساحة الأوروبية، محبطة جهود الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لاصلاح منطقة الأورو، بينما تكون ميركل إلى جانبه.

ورغم مكانتها الدولية، إلا أن ميركل لا تسعى إلى الحصول على منصب في المفوضية الأوروبية بعد الخروج من السياسة الألمانية، على ما أفاد مصدر في الاتحاد المسيحي الديموقراطي لوكالة "فرانس برس".

لكن ميركل الملقبة "المستشارة الأبدية" قد لا تتمكن من اختيار جدولها الزمني لخروجها من السياسة الألمانية، ويمكن أن يسرع شريكها الصغير في الائتلاف من جدولها في حال اطاح بالحكومة قبل 2021.

قالت زعيمة الحزب الاشتراكي الديموقراطي اندريا ناهليس إن حزبها اليسار الوسط، أقدم حزب في ألمانيا" فشل في "التحرر من الحكومة" وتشكيل طريق واضح له بعدما شارك في العديد من "الائتلافات الكبرى" المتعددة الأحزاب.

وقالت إن حزبها سيطرح الآن "خارطة طريق" في برلين تطلب احراز تقدم ملموس بشأن قضايا اساسية بحلول تشرين الأول المقبل، بما فيها حقوق المعاشات التقاعدية وتحسين رعاية الأطفال، قبل أن يقرر ما إذا كان سيبقى في الحكومة.

ويتزايد أعضاء الحزب الذين يدعون حزبهم إلى الخروج من الحكومة والانضمام إلى المعارضة، لأنه الآن يأتي بعد حزب "البديل لألمانيا" في الانتخابات على مستوى البلاد، حيث حصل على 15 في المائة مقابل 16 في المائة للحزب اليميني المتطرف.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم