الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

أبعد من الحدود في Villa Empain

المصدر: "النهار"
بروكسيل- أوراس زيباوي
أبعد من الحدود في Villa Empain
أبعد من الحدود في Villa Empain
A+ A-

الرهان على الثقافة والابداع للتقارب بين الشعوب ولإرساء حوار متكافئ، هو أحد الهواجس الأساسية لـ"مؤسسة بوغوصيان" في بروكسيل. في هذا السياق تقيم هذه المؤسسة، التي يرأسها الفنان التشكيلي جان بوغوصيان وتتولى إدارتها لمى سلامة، معرضاً بعنوان "أبعد من الحدود"، في مقر المؤسسة المعروف باسم "فيلا أمبين"، Villa Empain، الصرح الأنيق والمتميز والمعتبر من روائع فن "الآر ديكو" في بروكسيل.

يشتمل المعرض على أعمال من مجموعة البنك الأوروبي للاستثمار وهي لسبعة وثلاثين فنانا معاصرا بعضهم معروف على المستوى العالمي، يفدون من مناطق وبلدان مختلفة من أوروبا والعالم العربي، منهم على سبيل المثل، اللبناني علي شري والهندي البريطاني أنيش كابور والمغربي منير فاطمي والسوري الفرنسي بادي دلول والتونسية هالة عمار والفلسطيني تيسير البطنيجي.

وتتمحور الأعمال المعروضة حول موضوع الحدود وتمثلاته في الفن، في مرحلة تشهد صعودا متزايدا لنزعات التطرف والعنصرية ورفض الآخر، كما تشهد توسعا لرقعة الشعبوية، شرقا وغربا على السواء.

أما الحدود المشار إليها، التي تعبر عنها، وبأشكال مختلفة، الأعمال الفنية المعروضة، فلا تنحصر فقط في المجال الجغرافي، بصفتها حدودا وجدرانا لا يمكن اختراقها، وإنما أيضا في البعد النفسي، وفي الهوة التي تتعمق أكثر فأكثر بين فئات تختلف في انتماءاتها وتوجهاتها ومعتقداتها.

العملان المعروضان لعلي شري، هما خريطتان عُتّم عليهما بالحبر وقلم الفحم وألغيت فيهما مقاييس الزمان والمكان، ما يجعل المشاهد امام رؤية جديدة للعالم والتاريخ، بينما عرض تيسير البطنيجي عملاً فنياً بعنوان "الانسان لا يعيش فقط من الخبز"، هو قطع من الصابون استوت على الأرض وكتب عليها "لكل شخص الحق في أن يترك أي بلد كان، بما فيه بلده ويعود إليه". بالإضافة الى مجموعة صور بالأبيض والأسود تمثل أبراج مراقبة يستعملها الجيش الإسرائيلي لمتابعة تحركات فلسطينيي غزة.

أعمال الفنان الألماني إيلغير إيسير تعتمد هي أيضا على الصورة الفوتوغرافية، والصورة المعروضة تمثل أشجارا على ضفاف الماء. إنها إشارة الى الطبيعة في حالتها البكر، خارج لجمها بحواجز وحدود.


يطرح المعرض مجموعة تساؤلات حول علاقة الفن والواقع، وحساسية كل فنان في التقاط ما يجري حوله وتحويله الى عمل فني، مما يجعل هذه التجربة مجالا للتـأمل والتفكير في ما آل إليه عالمنا الراهن وفي ما كان عليه دائما عبر التاريخ. وهكذا فإن الفن هنا لا يشهد فقط، وإنما يحرض على الأسئلة المفتوحة على الأمل وعلى تجاوز الحدود من أي نوع كانت، ولأنّ "الفن لا يعرف الحدود"، على حد تعبير الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم