الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل تتّجه الأرض إلى عصر جليديّ صغير؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
Bookmark
A+ A-
بين العصور الجليديّة الكبرى، تشهد الأرض حقبات جليديّة صغيرة قد تستمرّ بضعة عقود ويمكن أن تصل أحياناً إلى 1000 سنة. في المثل الأوّل، شهد القرن السابع ذروة عصر جليديّ صغير امتدّت من سنة 1645 حتى 1715. واليوم يعيد البعض الحديث عن قرب دخول الأرض عصراً شبيهاً بذاك الذي حدث خلال تلك الحقبة. فهل هم محقّون؟أيّ سبب قد يتكرّر؟يجادل مؤيّدو هذه النظريّة بأنّ الأرض ستواجه الظاهرة نفسها التي شهدتها منذ أكثر من ثلاثة قرون: تضاؤل أعداد البقع الشمسيّة. تتألّف الشمس من سبع طبقات، ثلاث داخليّة وأربع خارجيّة. أوّل طبقة خارجيّة هي "الفوتوسفير" وهي أعمق ما يمكن مراقبته مباشرة. تبلغ سماكتها حوالي 400 كيلومتر وتساوي حرارتها 6200 درجة وتتدنّى تدريجياً مع الاتجاه إلى الخارج لتلامس 3700 درجة مئويّة.البقع الشمسيّة هي بقع داكنة وباردة نسبيّاً في "الفوتوسفير"، باردة بطبيعة الحال بالمقارنة مع مناطق أخرى محيطة بها ضمن الطبقة نفسها. يمكن أن يصل قطرها إلى 50 ألف كيلومتر وهي تنشأ في مناطق ذات حقل مغناطيسيّ قويّ لدرجة أنّ هذه الحقول تمنع الحرارة عن الصعود من باطن الشمس إلى سطحها. ويشرح موقع "ناسا" أنّه غالباً ما تتشابك وتتقاطع تيّارات المجال المغناطيسيّ القريبة من البقع الشمسيّة وتعيد تنظيم نفسها. ويمكن أن يتسبّب ذلك بانفجار مفاجئ يُطلق الكثير من الإشعاعات إلى الفضاء.يمرّ النشاط الشمسيّ بدورة تستمرّ حوالي 11 سنة ينقلب فيها الحقل المغناطيسيّ بين شمالها وجنوبها، وهذا يعني أنّ الحقل بحاجة للفترة نفسها كي يعيد تموضعه الأساسيّ. تؤثّر هذه الدورة على البقع الشمسيّة ويمكن قياس النشاط من خلال تعداد تلك البقع: إنّ بداية الدورة الشمسيّة تنطلق من الحدّ الأدنى أو Solar minimum حيث تكون أعداد البقع الشمسيّة في أدنى مستوياتها. بمرور الوقت، يرتفع النشاط الشمسيّ ومعه البقع حتى تصل إلى حدّها الأقصى في منتصف الدورة قبل أن تتدنّى أعدادها مجدّداً عند انتهائها. ماذا حدث منذ 400 سنة؟ربط متابعون وخصوصاً في بعض الإعلام بين انخفاض عدد البقع الشمسيّة وانخفاض الحرارة المرسلة إلى الأرض. فخلال العصر الجليديّ الصغير في القرن السابع عشر، كان عدد البقع الشمسيّة ضئيلاً جدّاً حتى بالمقارنة مع معدّل النشاط الأدنى خلال دورة شمسيّة طبيعيّة: 50 بقعة مقابل 40 إلى 50 ألفاً كمعدّل عام. وكان العالم البارز غاليليو غاليلي من بين أوّل من استطاعوا مراقبة البقع الشمسيّة أواخر سنة 1610 عبر "التلسكوب"، هذا إن لم يكن فعلاً أوّلهم، إلى جانب عالم الفلك الإنكليزي توماس...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم