أحتاج امرأة لا تُنجب لي وليّ العهد

أحتاجُ امرأةً

كأمي

لتصير مدينةً

بلا أب

أو خريطة ثورْ

أحتاجُ امرأةً

لا تكونُ امرأتي

دائماً

تشتهي نوارس البحر

تغافل قوافل التجارةِ الملعونةِ

تراودُ النهر نفسهُ

تكابدُ النبع - الأصلْ

مخاض الولادة

بلا ألمٍ

أو أهوال طمثْ.

***

أحتاجُ امرأةً

تصلحُ للحبِ

لخطابي البذيء

للعُهر المُقننِ

تطردُ الذباب حولي

تترك خلفها هُراءَ العذرية

لا تستسلمُ

لجاسوس باب

أو جحابْ

لا تحبلُ إلا ببناتِ ذواتي

المتعددة الذات

لا تُنجبُ لي وليّ العهد

***

أحتاجُ أرضاً لنبوءتي

عموداً من السحاب

يحطم برقي المستعرْ

أعوادَ السماءِ

حدائقهم المعلقة

أحتاجُ عود ثُقابْ

تحرثَ شرارتي الحاقدة

حقول القمحِ والكَدحِ

وتجاعيد حضارةٍ

بلغتْ سن اليأس

ولم تبلغ رشدها

***

أحتاجُ معبداً للبغاءْ

كأمي التي حملت بي

من أبٍ لا أعرفهْ

لأن الأب

اسمٌ لا أكثرْ

وتوبةٌ من ذكرٍ آخرْ

لا محكمةً شرعيةً

يفحصُ فيها البطريقُ الكهلُ

فروج العذارى

يقدمهن جواري

يقول:

أدخلن في الشجرةْ

***

أحتاجْ عَدناً

لا تدخلها الإماءُ

أقفال أسرارها البِكرْ

بأيدي شعراءٍ

مجهولي النسبْ

في ألواحِ سومرْ

لا مدينةً فاضلةً

يخامرها الشكُ من نفسها

يحكمها شيوخ بلا رذيلة

يغادرون شهواتهم ليلاً

ونهاراً

يمارسون الرقص بالكلماتْ

وينحتون الأصنامْ

***

أحتاجُ أناي اللحظةْ

هاربٌ من قدري البشري

من لذةِ المعدةِ

وجوعِ النفسْ

من جفافِ الحَلقِ

وخمرةِ البؤسْ

من فضيلةِ التكاثرِ

والتناسلِ لأجل التناسلِ

دون خلودٍ

و دون حريةْ

***

أحتاجُ شكلي الأول

وميلادي الخطيئة

أفاخرُ بقدميّ التي وطئت

كل أرضْ

بجموحِ حصانٍ

سقيتهُ مائي

اتجاوزْ

حدود الفردوس البهيمي

وعودَ السحرة الانبياء

ادخل العماء

وانا مجتنبُ بمنيّ أناي

حقيقة المطهرْ

***

أحتاجُ سلالتي المنقرضة

دمي شهيد العذاب

المقترنُ بذراتِ الطوفانْ

أحتاج أن

أنشئ سور (أكادْ)

خارج اللوحِ المسطورِ

للترانيم المدنسةْ

أخلّصَ حواء

افعوان فضولها

وشرور مُغتصبيها

أعثر على أبي المطرود

خارج مدينة الله

خارجَ كُنهِ الوحشِ الزراعي

خارج عالمِ المثل المروّضة

وغريزةِ النابِ المرسومِ

جدار كهف الحداثةْ.