الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

موعدنا في "متحف المسبح" مع رأس الخروف وبورتريه البطل

المصدر: "النهار"
روبيه (شمال فرنسا) - أوراس زيباوي
موعدنا في "متحف المسبح" مع رأس الخروف وبورتريه البطل
موعدنا في "متحف المسبح" مع رأس الخروف وبورتريه البطل
A+ A-

أعيد افتتاح "متحف المسبح" La piscine بعد أكثر من عام على غلقه، في مدينة روبيه التي تقع شمال فرنسا وتبعد أقل من نصف ساعة عن مدينة ليل. يعتبر هذا المتحف، بمجموعاته الفنية النادرة وبعمارته المميزة، واحدا من أهم المتاحف الفرنسية خارج باريس.

أما لماذا يحمل هذا المتحف اسم "المسبح" فذلك يرجع إلى أن مبناه كان في الأصل نادياً رياضياً يضم حوض سباحة وكان قد شيِّد ما بين العام 1927 والعام 1932 وفق طراز أسلوب "الآر ديكو" الذي تألق في مرحلة الثلاثينات من القرن الماضي. وكان المسبح من معالم المدينة في عصرها الذهبي يوم كانت عاصمة لصناعة الأقمشة، واستقطب شبانها للرياضة والترفيه عن أنفسهم وكان منهم الميلياردير ورجل الأعمال المعروف برنار أرنو المولود في مدينة روبيه.




كان من المقرر هدم المسبح لأنه لم يعد صالحا للاستعمال مع تبدل الأزمنة، لكن المهتمين بالحفاظ على تراث المدينة المعماري نجحوا في تحويله متحفاً افتتح في العام 2001 وحقق منذ بداياته نجاحا كبيرا واستقطب زوارا من المدن الفرنسية كافةً وخارجها.

أتيحت لنا زيارة المتحف بعد إعادة افتتاحه واطلعنا على التحولات التي خضع لها والتي سمحت بتجميله وبإضافة قاعات جديدة له. أشرف على هذه الأشغال المعماري الفرنسي جون بول فيلبون الذي سبق له أن ساهم في الثمانينات في تحويل محطة قطار أورسي على ضفاف نهر السين الى متحف صار اليوم من أكثر المتاحف شهرة ونجاحا ليس في العاصمة الفرنسية فحسب، بل في عالم الفنّ مطلقاً.

رأس الخروف

لمناسبة إعادة افتتاح المتحف، تقام حاليا، الى جانب المعارض الدائمة المخصصة لفنون النحت والسيراميك وتاريخ مدينة روبيه، معارض جديدة موقتة لفنانين عالميين، منها معرض مخصص بأكمله لمنحوتة شهيرة للفنان الاسباني بابلو بيكاسو بعنوان "حامل الخروف" وهي منحوتة برونزية أنجزها بيكاسو في العام 1943 ويعتبرها النقاد تجسيدا لمرحلة مهمة في حياته الفنية. تحضر في المعرض رسوم وتخطيطات هيأت لإنجاز هذه المنحوتة التي أعارها متحف بيكاسو في باريس لـ"متحف المسبح" احتفالا بإعادة افتتاحه. منحوتة ذات أبعاد رمزية أكيدة ومنها ربما تجسيد فكرة الراعي الصالح وقد عبّر فيها بيكاسو من جهة عن وحدته في تلك المرحلة التي خضعت فيها فرنسا للحكم النازي، ومن جهة ثانية عن عودته إلى الأسلوب الكلاسيكي في النحت بعد المرحلة التكعيبية واستعمال المواد غير التقليدية في منحوتاته السابقة.

بورتريه بطل

من بيكاسو الى النحات السويسري ألبرتو جياكوميتي الذي يقام له أيضا معرض موقت بعنوان "بورتريه بطل"، وهو يضم الرسوم والصور والتخطيطات والمنحوتات الجصّية التي نفذها النحات الشهير في العام 1946 من أجل نحت بورتريه مميز للكولونيل هنري تانغي الذي توفي في العام 2002. وكان هذا الأخير مناضلا شيوعيا ومقاوما في زمن الحرب العالمية الثانية ومن المساهمين في تحرير باريس من النازيين. يبين المعرض أن الشاعر لوي أراغون هو من شجّع جياكوميتي على هذا المشروع الذي عبّر من خلاله النحات عن رفضه للفاشية كما عكس التزامه الأخلاقي في زمن الحرب.

في موازاة هذين المعرضين لفنانين راحلين يعدّان من بين أشهر فناني القرن العشرين، يقام معرض استعادي للفنان الفرنسي إيرفي دو روسا – من مواليد مدينة سيت في العام 1959- الذي يعتبر اليوم من أشهر الفنانين المعاصرين في فرنسا، وهو فنان حر يصر على الأسلوب التصويري بعيدا من التجريد ويستوحي أعماله من أسفاره الكثيرة إلى دول عديدة منها المكسيك واسبانيا وتونس والولايات المتحدة وكوبا...

أخيرا، من الأجنحة المهمة في المتحف، تلك المخصصة للمنحوتات الحديثة وفي الأخص المنحوتات التصويرية، ويختصر هذا الجناح محطات أساسية من تاريخ النحت الحديث مع أعمال نحاتين لامعين كأوغوست رودان وأريستيد مايول وكميل كلوديل شقيقة الشاعر بول كلوديل.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم