الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

القوقاز الروسي بعد حرب الشيشان

المصدر: "النهار"
Bookmark
القوقاز الروسي بعد حرب الشيشان
القوقاز الروسي بعد حرب الشيشان
A+ A-
هل انتهت حرب تشيتشينيا ام ان الازمة ليست الا في بدايتها؟ بينما تحكم القوات الروسية قبضتها على مدينة غروزني، لا تزال امكانية استمرار القتال في شكل حرب عصابات واعمال ارهابية قائمة على رغم عدم استبعاد نجاح الوساطة الانغوشية لوقف النار. ذلك ان عناصر قيام حرب استنزاف طويلة ضد القوات الروسية مرفقة ببعض الاعمال الارهابية متوافرة، كما هي متوافرة عناصر ترجح اخماد النار الشيشانية ومنعها من ان تلهب القوقاز. ارفق الزعيم الشيشاني جوهر دوداييف اعلانه انسحاب قواته من غروزني بتصريح اعلن فيه ان هذه الخطوة تدخل في اطار الاستعداد لحملة هجومية في الربيع والصيف تخرج الحرب من الشيشان لتنقلها الى المدن الروسية، لكن قائد القوات الشيشانية، الجنرال اصلان مسخادوف اعلن عن تجاوبه مع دعوة انغوشية لوقف القتال والاتفاق مع الروس على فصل للقوات، وجرى بالفعل وقف لاطلاق النار بالاسلحة الثقيلة في غروزني في 13 شباط الجاري. دارت الحرب الشيشانية على مدى شهرين وفق الاساليب الحربية العادية، وتواجه فيها جيشان بعيدان عن التكافؤ. فالقوات الشيشانية قدرت بحسب المصادر الروسية الرسمية ب15 الف عنصر مجهّز بجميع انواع الاسلحة باستثناء الطيران وقد واجهوا قوات روسية قدرت بنحو 20 الف عنصر مستندين الى قدرات ما كان يعتبر لسنوات خلت ثاني اكبر جيش في العالم. هذه الحرب التي ادت الى مقتل المدنيين بالآلاف في مدينة غروزني بالاضافة الى نحو سبعة آلاف مقاتل من الجهة الشيشانية والفين من الجهة الروسية، اعتبرت من جانب الاسرة الدولية حربا اهلية تتدبر امرها حكومة روسيا الاتحادية. ولم يخرج اي بلد في العالم عن هذا الموقف الاجماعي الذي قل نظيره في القضايا الدولية. واللافت ان ايا من الدول الاسلامية التي سعى الزعيم الشيشاني الى حملها على تبني قضيته باعتبارها قضية اضطهاد روسي - مسيحي لشعب اسلامي، لم يجاره بل اكتفت هذه الدول بالسماح باطلاق بعض اصوات الاستهجان لما يحصل في الشيشان. وجدير بالملاحظة ان النظام الوحيد الذي اعترف بالجمهورية الشيشانية هو زعيم جورجيا ورئيسها الراحل زفياد غمساخورديا الذي تحالف مع دوداييف وشاطره العداء للنوايا الروسية علما بأن دوداييف كان ساند ايضا الابخاز المسلمين في مطلبهم الاستقلالي عن جورجيا. ومن المفارقات ان هؤلاء نجحوا قبل عامين في دحر الجيش الجورجي، بمساندة مقاتلين من جبال القوقاز، وبينهم الشيشان، وبدعم روسي غير معلن، وقد انتهت الازمة الابخازية، بوساطة روسية، الى وقف للنار والى دخول جورجيا اسرة مجموعة الدول المستقلة التي ترعاها موسكو والمحادثات لا تزال دائرة اليوم في شأن عودة المهجرين الجورجيين الى العاصمة الابخازية التي كانوا يشكلون غالبية سكانها قبل اندلاع القتال. مجال القوقاز القوقاز هو المجال الجغرافي والخزان البشري الذي يمكن ان يراهن عليه الزعيم الشيشاني اذا اراد المضي في خط مقاومة النظام الروسي. صحيح ان العنصر الشيشاني موجود في الكثير من المدن الروسية، وصحيح انه قوي خصوصا في موسكو ومعروف عنه طابعه القبلي - العائلي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم