الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أسباب الفقر في عكار والحلول المُقترحة... مبادرات فردية تُساعد بإمكاناتها المتاحة

المصدر: "النهار"
عكار ــ ميشال حلاق
Bookmark
أسباب الفقر في عكار والحلول المُقترحة... مبادرات فردية تُساعد بإمكاناتها المتاحة
أسباب الفقر في عكار والحلول المُقترحة... مبادرات فردية تُساعد بإمكاناتها المتاحة
A+ A-
الفقر في #عكار ليس مجرد شعار يستهلك لـ"النق" أو للاستعطاء، لأن الحرمان المزمن الذي فرضته الآليات الرسمية (بقصد أو عن غير قصد) على مدى عهود طويلة منذ الاستقلال، وربما قبل، وحتى اليوم رتب بتداعياته مجتمعاً تعباً بكل المعايير، ففرص العمل على الدوام هي غير متوافرة، وبالتالي فإن الهجرة شكلت، ومنذ زمن بعيد، متنفساً للكثير من أبناء العائلات العكارية ومن مختلف المناطق والطوائف الذين غامروا في الابتعاد عن عائلاتهم بحثاً عن لقمة عيش كريمة وعن مستقبل جديد، لعلّهم يحظون فيه بالخروج من هذا الواقع. فبعضهم نجح ونجحت معه عائلاته في تخطي الصعوبات، والبعض الآخر حقق نصف نجاح، وثمة بعض آخر لم يحالفه حظ الغربة، فإما عاد وإما آثر البقاء حيث هو، لأن عودته إلى وطنه قد تزيد حياته صعوبة.فمعظم الدراسات التي قامت بها جهات رسمية وطنية أو أممية، أو حتى تلك الدراسات التي أجرتها مراكز أبحاث متخصصة، كانت نتائحها متقاربة إلى حدّ اعتبار أن معدلات الفقر في عكار هي الأعلى بين مختلف المناطق اللبنانية، ومستوى الدخل فيها هو الأدنى لما يزيد عن 40 بالمئة من العائلات التي لا تحظى بفرصة العيش اللائق وتأمين المأكل والملبس. فعكار التي أضحت محافظة، تعتبر الآن منطقة زراعية بامتياز، إلا أن واقع هذا القطاع الذي يشتغل فيه ويعتاش منه أكثر من 60 بالمئة من العكاريين بشكل مباشر أوغير مباشر، أصيب بانتكاسات متلاحقة، في وقت لم يتلقَّ أي جرعة دعم كي يتمكن من النهوض. فهجر الفلاحون والمزارعون أراضيهم بحثاً عن مردود بديل عبر الوظائف العامة لا سيما في الأسلاك العسكرية والتعليم وغير ذلك. بالإضافة إلى بعض الأعمال اليدوية أو المهنية والحرفية، لا سيما كعمال نظافة في المدن بداية، ومن ثم في بلديات منطقتهم، إلى عمال في المطاعم، حيث لا يخلو مطعم أو مرفق سياحي في لبنان إلا وفيه عدد من أبناء عكار العاملين، بالإضافة إلى قطاع صيد السمك، وعمال الحفر على الموبيليا، وغير ذلك من قطاعات حرفية.لكن نسبة النمو السكاني المتسارع في هذه المنطقة (7 أفراد في الأسرة الواحدة في القسم الأكبر من البلدات والقرى العكارية)، فاقم من أزمة البطالة مع انعدام أسواق العمل وتراجع مستوى التعليم بخلاف ما كان متوقعاً. فترجمة واقع الفقر يمكن ملاحظتها بشكل جليّ في حالات التسرب المدرسي الحاصلة. فمن أصل 5 أفراد في الأسرة الواحدة لا يكمل التعليم في المرحلة الابتدائية سوى 4 ينتقل منهم ربما 3 إلى المرحلة المتوسطة، وربما واحد أيضاً إلى المرحلة الثانوية. أما الجامعية، فإن هذا العدد قيد البحث.ولعل الأزمة السورية الحاصلة منذ 7 سنوات، وما أفرزته من تداعيات إنسانية على صعيد نزوح الآلاف من السوريين إلى عكار، رتّب هذا الواقع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم