الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ترامب يفاوض كيم على برنامجه النوويّ... ماذا عن برنامجه الفضائيّ؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
A+ A-

قبل شهر واحد على بداية انفتاح #بيونغ_يانغ على #سيول، ذكرت صحيفة كوريّة جنوبيّة نقلاً عن مصدر حكوميّ أنّ جارتها الشماليّة كانت تستعدّ لإطلاق قمر اصطناعيّ يحمل اسم "كوانميونغسونغ – 5". ورأى خبراء أنّ البرنامج الفضائيّ لكوريا الشماليّة يشكّل ورقة تين لاختبار الأسلحة. وسبق لبيونغ يانغ أن أطلقت قمرها الصناعيّ السابق "كوانميونغسونغ – 4" سنة 2016 ورآه مراقبون أيضاً على أنّه اختبار صاروخيّ بالستيّ متنكّر.


القوّة الفضائيّة الخاصّة بواشنطن

تشكّل القوّة الفضائيّة مجالاً أمنيّاً استراتيجيّاً مستقلّاً لكن مهمّاً بالنسبة للدول ذات التفوّق العسكريّ. أعلن الرئيس الأميركي دونالد #ترامب في وقت سابق من هذه السنة تأسيس قوّة فضائيّة وسارعت وزارة الدفاع إلى تنفيذ ثلاثة من أصل أربعة عناصر من تلك القوة وهي تلك التي إمكانها تنفيذها من دون موافقة الكونغرس. والهدف من هذه القوّة حماية الاقتصاد الأميركي عبر ردع الأنشطة الخبيثة وتلبية الأنظمة الأميركيّة الفضائيّة لمتطلبات الأمن القومي وتوفير قدرات حيوية للقوات المشتركة. وتقضي مهمّتها بردع وتعطيل والتلاعب بقدرات أعداء واشنطن لحماية "طريقة العيش الأميركيّة".

إذاً قد تكون القوّة الفضائيّة فرعاً جديداً في الجيش الأميركيّ، لكنّ أهمّيّتها تكمن في كونها متشابكة التأثير، تبدأ بالعسكر وتمرّ بالاقتصاد ولا تنتهي بحماية الثقافة وطريقة العيش الأميركيّة. حتى أنّ رائد الفضاء البارز السابق باز ألديرن الذي هبط على القمر سنة 1969 وصف اقتراح الرئيس الأميركي بأنّه "قفزة عملاقة في الاتجاه الصحيح". بناء على ذلك، يمكن للفضاء أن يشكّل أهمّ أركان تحصين الأمن القوميّ بالنسبة للدول المتقدّمة عسكريّاً.


القوّة الفضائيّة لكوريا الشماليّة

لم يكن تطوير كوريا الشماليّة لبرنامجها الفضائيّ سهلاً بعدما عرفت عدداً من الإخفاقات في بداياته. فنجاحها في وضع أوّل قمر اصطناعيّ لها لم يتمّ إلّا في كانون الأوّل من سنة 2012 بعد ثلاث محاولات فاشلة في 2006 و 2009 و نيسان 2012. واستطاعت بيونغ يانغ منذ سنتين إطلاق قمرها الصناعيّ الثاني. بحسب تقرير ل "مركز الدراسات الدوليّة والاستراتيجيّة"، قد لا يعني كثيراً وجود قمرين لكوريا الشماليّة في الفضاء على المستوى العسكري لكنّهما يبرهنان أنّ تلك الدولة قادرة على وضع مركبات في الفضاء. كذلك، أعلنت نيّتها بأنّها ستستمرّ بإرسال أقمار اصطناعية وإرسال مهمّة غير مأهولة إلى القمر خلال عقد. وأضاف التقرير أنّ هنالك بعضاً من الأدلّة على أنّ كوريا الشماليّة يمكن أن تكون في حالة تطوير أو قد طوّرت فعلاً أسلحة فيزيائيّة فضائيّة غير كِنتيّة مثل النبض الكهرومغناطيسيّ، بوجود الصواريخ البالستيّة والقدرات النوويّة لبيونغ يانغ.




حين فجّرت كوريا الشماليّة قنبلة هيدروجينيّة أوائل أيلول 2017، أصدرت بياناً ذكرت فيه أنّها القنبلة "سلاح نوويّ حراريّ متعدّد الوظائف بقوّة تدميريّة عظيمة يمكن أن يتمّ تفجيره على مرتفعات عالية لشنّ هجوم نبض كهرومغناطيسيّ خارق جدّاً". ويمكن لهذا السلاح ضرب الشبكة الكهربائيّة على نطاقين مكانيّ وزمانيّ واسعين جدّاً. وبما أنّ هذه الطاقة عنصر حيويّ للاقتصاد الأميركيّ، يمكن تخيّل الدمار الذي قد يلحق به في أقصى السيناريوهات السيّئة.


قوّة إيجابيّة للشعب الكوريّ؟

حتى في أوج التوتّر الأميركيّ – الكوريّ الشماليّ، برزت تحليلات تدعو إلى تجنّب الهواجس بشأن البرنامج الفضائيّ لبيونغ يانغ. ففي دراسة ضمن مجلّة "سيكيوريتي أوتلاينز" التشيكيّة، رأى ألكسندر ستارون أنّه بعد رفض القيود المفروضة عليه، يجب السماح بتطوير هذا البرنامج في إطار قوانين الفضاء. فهذا البرنامج قد يكون مسرّعاً مهمّاً للتنمية التكنولوجيّة العامّة التي تؤدّي بدورها إلى رفع مستويات المعيشة للسكّان. وذكرت الدراسة أنّ كوريا الشماليّة عملت على المسرحين الداخلي والدولي كي تؤكّد شرعيّة برنامجها الفضائيّ وجعله أكثر شفافيّة عل الرغم من الإدانات والعقوبات الدولية المفروضة عليها.


خطر على الأمن الفضائيّ

خلال سنوات التوتّر الماضية، كان التركيز السياسيّ والإعلاميّ يصبّ على دراسة القوّة النوويّة والصاروخيّة لكوريا الشماليّة وترافق ذلك مع اعتبارها دولة مارقة. أمّا اليوم فالنوايا الدوليّة تجاهها باتت أكثر إيجابيّة بعد إيقاف تجاربها العسكريّة. لكنّ ذلك قد لا ينعكس مباشرة كقبول برنامجها الفضائيّ خصوصاً أن لا شيء ملموساً بعد على صعيد تفكيك الترسانة النوويّة. فالتشكيك تجاه النوايا الكوريّة الشماليّة العسكريّة بما فيها تلك المرتبطة بالبرنامج الفضائيّ لا يزال سيّد الموقف لدى البعض.

كغيرها من المراقبين، ترى ديبالينا غوشال، مستشارة متخصّصة في المسائل الصاروخية والنوويّة، أن لا دليل محدّداً على تطوير بيونغ يانغ قدرات عسكريّة مضادّة للأقمار الاصطناعيّة. لكنّها تضيف في معهد "غايتستون إنستيتيوت" الأميركيّ أنّ تمتّع هذه الدولة بعلاقات مع #روسيا و #الصين لا يجعل حيازتها على هذه التقنيّات أمراً مستبعداً. وبالتالي، إذا كانت بيونغ يانغ قادرة على ضرب الأقمار الاصطناعيّة الأميركيّة في المدارات القريبة من الأرض، فسيكون بإمكانها فرض تهديد على الأمن الفضائيّ وزعزعة استقراره. ولهذا السبب، شدّدت غوشال ختاماً على ضرورة أخذ إدارة ترامب هذا الموضوع على محمل الجدّ في أيّ مفاوضات مع كوريا الشماليّة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم