الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الدولة الفاشلة ليست قدراً

فادي تويني
Bookmark
الدولة الفاشلة ليست قدراً
الدولة الفاشلة ليست قدراً
A+ A-
وصلتني تغريدة طريفة بعد خطاب بنيامين نتنياهو الأخير في الأمم المتحدة، تُثني على ردّ جبران باسيل على نتنياهو، معلّلةً بأنّ ردّ باسيل هو "ضربة للعدو لم يكن ينتظرها" تنسجم مع "علم فنون الحرب" بحسب كلاوزَفيتس. إلاّ أن روح الدُعابة في التغريدة لم يستسغها بعض الذين التوَت قلوبهم من ضرباتنا المتتالية للعدوّ. ومع ذلك، فبين ردٍّ وتغريدة، دخل علينا كارل فون كلاوزفيتس، الجنرال البروسي، صاحب الأطروحة الشهيرة ("في الحرب"، 1832) في الاستراتيجية الحربية وفلسفتها، دخل علينا إذاً من بوّابة لبنان الديبلوماسية وحركيّة رئيسها جبران باسيل.فلن نجازف في التكهن لو أنّ كلاوزَفيتس معنا اليوم، هل كان ليعدّل خلاصاته (التي بناها على دراسة معارك ملك بروسيا فريدرِش الأكبر ومعارك نابوليون) في ضوء معارك لبنان الديبلوماسية بين منهاتن وبرج البراجنة.ففي الأروقة الأممية في نيويورك، بدا لبنان وحيداً، يُملئ وقته بما تيسّر، في شيء من العزلة الديبلوماسية.وأما في الضاحية، فالوضع اختلف، فلا عزلة فيها بل إنّ حرارة الاكتظاظ تغلب (علامة فارقة بين "البرج" وأبراج منهاتن)، فضلاً عن حرّية مطلقة في العمران، فوق الأرض وتحتها، تدحض هندسة نيويورك وصرامة معاييرها. وهي ربما البيئة الطبيعية لديبلوماسية لا يُخفي عنفوانها الظاهر اضطرابها المبطّن. فمن ملعب نادي العهد، أو في جواره، يصرّح الوزير باسيل قائلاً "إنّ نشر المصانع إن كان صحيحاً، فهو لا يصبّ في مصلحة المطار ولبنان، ولكن نرجّح ألا يكون صحيحاً"، ثم يردف معلّلاً "لا بعقل حزب الله وحكمته ولا في مصلحة لبنان يمكن أن يتم تخزين صواريخ من النوع الذي زعمته اسرائيل من دون أن تكون مرئية." فأكانت مرئية أم لم تكن، فباسيل "يرجّح" ألا يكون وجود المصانع صحيحاً، إنّما لا يؤكّد ذلك....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم