الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بين الحديث عن قرب التأليف والتلويح بالتأخير ما هي مطالب المواطنين من الحكومة المنتظرة؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
بين الحديث عن قرب التأليف والتلويح بالتأخير ما هي مطالب المواطنين من الحكومة المنتظرة؟
بين الحديث عن قرب التأليف والتلويح بالتأخير ما هي مطالب المواطنين من الحكومة المنتظرة؟
A+ A-

نحو ستة أشهر مضت على انطلاق قطار تأليف الحكومة، محطات عدة توقف عندها لتذليل العقبات والوصول الى نهاية الرحلة، لكن حتى الآن لاتزال الأجواء الضبابية تحول دون معرفة الفترة الزمنية التي يحتاج إليها لقطع كامل المسافة، فكل يوم يظهر "مطب" جديد على "سكة الحديد"، ضارباً بعرض الحائط كل التوقعات الايجابية باعلان صفارة النهاية.

جهود الرئيس المكلف سعد الحريري لاسيما في الايام الماضية والتسريبات عن حلحلة جميع العقد والتفاهم على الحصص بين القوى السياسية والطائفية، نسفها ظهور عقدتين هما وزارة العدل وتمثيل النواب السنّة المعارضين، وما كان يحكى عن الاعلان المرتقب في عطلة نهاية الاسبوع الماضي لم يحصل، ومع ذلك لم تتوقف حركة الاتصالات والمشاورات على أمل إنهاء آخر عقدتين، وبينما يصب رؤساء الاحزاب جهودهم للحصول على اكبر مكسب يمكنهم في الحكومة العتيدة، يغرق اللبنانيون بهمومهم الاقتصادية والاجتماعية، فما هي آراؤهم بالرحلة التي يقطعها التأليف، وما هو مطلبهم من الحكومة المنتظرة؟

مروحة مطالب

جالس في احد مقاهي شارع الحمرا يحتسي قهوته ويتابع اوضاع البلد من خلال تصفح الجرائد، تحدث الدكتور في الجامعة اللبنانية قصي الحسين لـ"النهار" جامعاً مطالب كل الناس في بضع عبارات حيث قال" المطلب الاساسي هو معالجة الاوضاع المالية لاسيما مشكلة القروض السكنية، اضافة الى قانون الايجارات بإشكالاته المتنوعة سواء بتطبيقه على المستأجرين او المالكين". كما تطرق الى "التلوث البيئي الخطير من نهر الليطاني وصولا إلى نهر ابو علي، اضافة الى تلوث المدن الذي يكاد ان يخنق المواطنين عدا عن تلوث مياه الشفة".

كما تطرق الحسين الى" الترهل السياسي والوضع المادي المهترئ، ومع ذلك نرى كيف تُشكَّل الوفود الى الخارج وكيف تُصرف ملايين الدولارات على سفريات ليس لها طائل وليست ذات فائدة وإنتاج". واضاف: "المواطنون يئنون من الاقساط المدرسية، ومشكلة الكهرباء تراوح مكانها، لا بل أضيف اليها البلبلة التي أوجدتها المولّدات وموقف الحكومة منها، وتبقى مشكلة المراقبة والهدر المالي الذي يستدعي العودة الى تطبيق القوانين والأنظمة المرعية الإجراء عند الصرفيات والجبايات، اذ في الصرفيات تغدق الاموال على المحازبين الذين وظّفهم اصحاب السلطات المختلفة، وعند الجبايات تعفى الشركات الكبرى من دفع المستحقات المتوجبة عليها، ما يصيب الخزينة العامة بالشلل ويضعفها ويفقرها".



الفشل جاهز

اما بائع الصحف الشهير في شارع الحمرا نعيم صالح الذي جلس على كرسي ينتظر زبوناً علّه يؤمن قوت يومه، فتمنى ان تراعي الحكومة القادمة وضع الناس الاقتصادي والاجتماعي قائلاً: "وصلنا الى شفير الهاوية، الوضع الاقتصادي تحت الصفر، ما يعكس الى اين نحن ذاهبون، نعم نتمنى للحكومة النجاح لكن فشلها جاهز". وعن التأخير في التأليف علّق "يعكس التردي الموجود والوضع السياسي في البلد والانقسامات الحاصلة، مع العلم ان كل ذلك سببه التراكمات على مدى سنوات وارتدادات الحرب الاهلية حتى وصلنا اليوم الى الحرب الاقتصادية".

لم نعد نحتمل

واقف امام سيارة التاكسي التي يمتلكها، ينتظر كما قال: "سائحاّ منذ 13 سنة الى الآن من دون بصيص أمل"، تحدث حسام منيمنة عن وجع الناس، طالبا من الحكومة القادمة أن ترأف بحال اللبنانيين الذين يعانون من ضائقة مادية كبيرة، لافتا الى انه" نريد إنماءً وإعماراً، نريد العودة الى ما كنا عليه قبل سنة 2005، فالانهيار الاقتصادي الذي وصلنا اليه يولّد الحقد تجاه أي حكومة وأي سياسي وحزبي، فلينتبه الجميع، لم نعد نتحمّل، الفساد بات مستشرياً". وختم: "جميعهم شركاء في تأخُّر التأليف من زعماء وأحزاب. فهمهم الوحيد الحصول على اكبر قطعة من الجبن".


لن يتغير شيء

بائع الألعاب والإكسسوار عدنان الحركة ركَز على مطلب "الكهرباء والماء والطبابة"، داعياً وزارء الحكومة المنتظرة الى "مراقبة بعضهم البعض لتقليص حجم الفساد"، مؤكدا انه على ثقة أن "لا نيّة لديهم بتأليف حكومة، كون لم يأتِ القرار من الخارج بعد، ومع هذا بوجود الحكومة من عدمها لن يتغير شيء على ارض الواقع، الوضع الاقتصادي بالأرض، وكل ما يتمناه الشعب ان يمشي البلد بحكومة أو بغيرها". وعما إن كان يندم على أنه شارك بالانتخابات النيابية أجاب: "كلا كون الوعد لا يزال سارياً وأنا على ثقة أن من انتخبتهم في جبل لبنان سيوفون بوعودهم".

صراع على النهب

فاقد الأمل بكل البلد تحدث حسين عبادة الذي قصد بائع ساعات على الرصيف لإصلاح ساعته حيث قال: "لا أريد شيئا من الحكومة، فأنا فاقد الامل بكل الحكم، لذلك لم أشارك في الانتخابات النيابية في الجنوب، اذ كفانا توريث من الأب الى الابن والحفيد، وما يحصل الآن ليس صراعاً على الحقائب بل على النهب". واضاف: "نعاني من كافة أنواع الازمات، زحمة السير وأخلاق الناس، نظافة البلد وتلوث الهواء، من أسوأ الى أسوأ نسير، وكل يوم نسمع المزيد من الأكاذيب لذلك NO WAY في التغيير".

مطلب وحيد

أما ريمون اديشو الذي كان مارًّا على الطريق، فوصف نفسه بأنه فنان تشكيلي يحوّل النفايات الى تحف، كان مطلبه الوحيد النظر في قانون الإيجارات حيث قال: "يريدون تهجيرنا من بيوتنا، هذا قانون أسود". وعما إن كان يتوقع ان يتحقق مطلبه أجاب: "أنا ابن راس بيروت وأسكن فيها. لن أخرج من المنزل إلا بتابوت". وعن تأخر التأليف علّق: "بانتظار الضوء الاخضر الخارجي، وحتى اللحظة يوجد من لا يناسبهم تأليفها".

على الرغم من اختلاف المطالب والصرخات، يبقى الوضع الاقتصادي المتدهور وفقدان الامل بالاصلاح، القاسم المشترك لأوجاع اللبنانيين.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم