الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

ماذا فعلت سياسات الإفقار بالمواطن اللبناني؟

ريمون ميشال هنود
Bookmark
A+ A-
لقد بات فقراء لبنان اليوم، الذين يشكّلون الأغلبيّة السكانيّة في أرض الريحاني وجبران، قاب قوسين أو أدنى من السقوط في أتون اندثار كيانهم،ومرد ذلك الى إمعان سياسات الافقار والتجويع في حرمانهم لقمة عيشهم والرغيف العاشق بنوع خاص لأفواههم. وكل ذلك أتى عقب تمكّنها من نحر الطبقة الوسطى من خاصرتها، تمامًا كما تُنحر قطعان الخنازير، لتضمحل من الوجود. لقد افقرت تلك السياسات قسمًا كبيرًا من الشّبان اللبنانيين وحرمتهم دخول القفص الذّهبي، ليلبّوا نداء الطبيعة ومطلب سنَّة الحياة وينجبون صبيانًا وفتيات من رحم نساءٍ عظيماتٍ يقدّسن غريزة الأمومة، ليكونوا رجالاتٍ عظماء ويكون أولادهم، فلذات اكبادهم، أبناء الحياة أولًا وأخيرًا، إكرامًا لرغبة النبيّ جبران ومقولته الصائبة، في وطنٍ منكوب، الداخل الى حجره الصحيّ المحاط بأحزمة البؤس وجبال النفايات والهواء المسرطن، مفقود، والخارج من خروم شباكه بضربة حظّ مولودٌ من جديد. لقد حرمت تلك السياسات الفقير جني الفلس لمداواة آلام اضراسه الفائقة أضعافًا وأضعافاً وجع فلسه. وما الفلس إلّا البحصة التي تسند خابيته، وبفضلها عجز عن جني قرش البناء ودرهم الزواج، ولم يعد بإمكانه ترداد جملة، "هذا من فضل ربّي"، ولم يعد بمقدور كل مقيم على شظف العيش، من مداواة جيوبه الأنفيّة والتهاب أذنه وحنجرته وآلام قفصه الصدري وانسداد شرايين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم