الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

انتخابات تشريعيّة في أفغانستان: مشاكل لوجستيّة، والعنف يحصد عشرات القتلى والجرحى

المصدر: "ا ف ب"
انتخابات تشريعيّة في أفغانستان: مشاكل لوجستيّة، والعنف يحصد عشرات القتلى والجرحى
انتخابات تشريعيّة في أفغانستان: مشاكل لوجستيّة، والعنف يحصد عشرات القتلى والجرحى
A+ A-

شابت #العملية_الانتخابية في مئات مراكز الاقتراع في #أفغانستان اليوم، بعد تمديدها ليوم ثان، مشاكل تقنية، ما أثار انتقادات لسوء التنظيم وقوّض الآمال في صدور نتائج ذات صدقية، لا سيما مع مقتل العشرات من جراء اعتداءات.

وتحدى الناخبون محددا تهديد المتمردين باستهداف المراكز الانتخابية في أكثر من 20 ولاية لم تقترع السبت. وأظهر تعداد أجرته وكالة "فرانس برس" أن حصيلة الضحايا في صفوف المدنيين وقوات الأمن من جراء أعمال عنف شابت الانتخابات السبت بلغت نحو 300 بين قتيل وجريح، أي نحو أربعة أضعاف الحصيلة التي أعلنتها وزارة الداخلية.

ويفاقم التناقض في حصيلة الضحايا المخاوف إزاء انعدام شفافية وصدقية الانتخابات التي تأخرت لأكثر من ثلاث سنوات، والتي تعتبر اختبارا تمهيديا للاستحقاق الرئاسي السنة المقبلة.

واليوم، عانى بعض مراكز الاقتراع مشاكل في استخدام أجهزة التدقيق البيومترية. كذلك، كانت القوائم الانتخابية "إما غير متوفرة، اما غير مكتملة"، على ما أعلن المتحدث باسم اللجنة علي رضا روحاني. وقال إن "غالبية المشاكل التي واجهناها بالأمس لا تزال قائمة"، مشيرا إلى تأخر فتح بعض مراكز الاقتراع ووجود نقص في البطاقات الانتخابية.

وبقي 148 مركز اقتراع مقفلا لأسباب أمنية، على ما أعلنت اللجنة.

وقوّض سوء إدارة اللجنة الانتخابية المستقلة للانتخابات التشريعية الثالثة، منذ إلاطاحة بنظام "طالبان" في 2001، الآمال في قدرتها على تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان المقبل. وقال توماس راتيغ، مدير مركز "شبكة محللي أفغانستان"، لـ"فرانس برس" إن "ذلك لا يبشر بالخير للسنة المقبلة". وأضاف: "أظهرت اللجنة الانتخابية المستقلة بوضوح عدم قدرتها على إدارة انتخابات مقبولة وشفافة، ونشرت أرقاما مضللة".

وأعلن مسؤول غربي تولى مراقبة التحضيرات الانتخابية على مدى شهور لـ"فرانس برس" فقدان الثقة "تماما" باللجنة الانتخابية المستقلة.

وقال المحلل السياسي هارون مير إن "وجود الإدارة الحالية للجنة الانتخابية المستقلة يطرح شكوكا كثيرة حول قدرتها على إدارة الانتخابات الرئاسية في شكل مناسب".

وأظهرت الأرقام الأولية التي نشرتها اللجنة أن نحو 3 ملايين شخص اقترعوا، معرّضين حياتهم للخطر، وانتظر كثر منهم طويلا فتح مراكز الاقتراع أبوابها، رغم اعتداءات أوقعت عشرات القتلى.

وتسجّل نحو 9 ملايين ناخب للانتخابات التشريعية، لكن كثرا يعتقدون أن قسما كبيرا من عمليات التسجيل تم بأوراق ثبوتية مزوّرة بهدف التلاعب بالنتائج.

ويقول مراقبون إن مجرّد المشاركة في الاقتراع يعتبر إنجازا بذاته.

ورأى مير أن "الشعب الأفغاني أظهر أنه لا يزال لديه الأمل". ورغم المشاكل التي اعترت العملية الانتخابية، كانت المشاركة "بلا شك إنجازا عظيما".

وكان يتوقّع أن تتأثر نسبة المشاركة بعدما أصدرت حركة "طالبان" تحذيرات عدة طالبت فيها بانسحاب أكثر من 2500 شخص ترشحوا للنيابة. ودعت الناخبين الى ملازمة منازلهم. وأعلنت أنها شنّت السبت أكثر من 400 اعتداء ضد "الانتخابات المزوّرة".

ولم تسجل اليوم أعمال عنف مرتبطة بالانتخابات، لكن مسؤولين أعلنوا مقتل 11 فردا من أسرة واحدة من جراء انفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق في ولاية ننغرهار شرق البلاد.

وتحدّث مسؤولون عن فوضى شهدتها مراكز الاقتراع السبت، لا سيما عدم إلمام العاملين في المراكز بآلية استخدام الأجهزة البيومترية التي وزّعتها اللجنة في الساعات الأخيرة على المراكز، لمحاولة استرضاء الزعماء السياسيين، وشددت على ضرورتها من أجل احتساب الأصوات صحيحة وغير لاغية.

ولم يجد كثير من الناخبين الذين تسجلوا قبل اشهر أسماءهم على اللوائح. كذلك، سيطرت "طالبان" على عدد من المراكز ومنعت الاقتراع.

وتسود مخاوف من أن تمديد فترة الاقتراع ليوم واحد قد "يؤثر على شفافية العملية"، ويفتح المجال امام التزوير، وفقا لمنظمة مراقبة الانتخابات والشفافية في أفغانستان.

وتم توجيه التهم إلى 44 شخصا بـ"التدخل في الانتخابات خلافا للقانون والغش"، وفقا لوزارة الداخلية.

ومع مواصلة عمليات الفرز والبدء بنقل صناديق الاقتراع إلى كابول، أعرب الناخبون والمرشحون الأفغان عن شعورهم بالاحباط عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وعلّق أحدهم على الصفحة الرسمية للجنة على موقع
الفايسبوك": "عار على اللجنة الانتخابية المستقلة. ليس هناك من تنظيم على الإطلاق، لم أتمكن من العثور على اسمي في المركز الانتخابي حيث تسجّلت".

ووصف آخر العملية بأنها "أسوأ انتخابات على الإطلاق".

في المقابل، دافع رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة عبد البديع سيد عن طريقة إدارة الهيئة للانتخابات، معتبرا أن المشاكل لم تكن بسبب "ضعف الإدارة".

ورغم الفوضى التي سجّلت، قالت بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان التي قادت جهود تقديم المشورة الى اللجنة، إن الانتخابات كانت "إنجازا كبيرا في تحوّل أفغانستان إلى الاعتماد على القدرات الذاتية". ودعت المراقبين والأحزاب السياسية والمرشحين الى لعب "دور بناء في الأيام المقبلة للحفاظ على نزاهة العملية الانتخابية خلال الفرز".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم