الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

سعادة الاستشهاد... واحد من عشرة؟

المصدر: "النهار"
سعادة الاستشهاد... واحد من عشرة؟
سعادة الاستشهاد... واحد من عشرة؟
A+ A-

أعظم البطولات تلك التي تصنع في الظل وفي الصمت وفي المثابرة وفي التصميم وفي السهر على الانجاز لا الغرق في اليأس بعد ان تصطدم القدرة بالجريمة ثم بالاستحالة وبوحشية الطغيان والافتئات.

هكذا كانت بطولة وسام الحسن في ممارسة مسؤولياته التي باتت منذ سبعة اعوام على وجع مزدوج: وجع القلب المجروح والمرارة الطافحة على مدار الساعة بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ذلك الهرم الذي كان يقف حارساً عند ظله الوارف... ووجع الجرح المفتوح في ما بعد على مقبرة راحت تلتهم سلسلة من الرفاق الاخيار الشركاء في حلم لبنان السيد الحر والمستقل.

بعد استشهاد رفيق الحريري كان في وسع اللواء الحسن ان ينسحب الى شرنقة الفجيعة وقد انسحب لفترة بعد شهادة الحريري الكبير التي غيّرت كل شيء في نظره والمعايير. ولطالما همس لي ولكثيرين من محبيه: "الذين بقوا ليسوا افضل من الذين راحوا".

كانت الافتراءات والتجنيات تقرع ابوابه الصامتة لتصل في فظاظتها الى حد وضعه في الاشتباه بجريمة رفيق الحريري، وكان يبتلع المرارة ويلوذ بالألم لمعرفته بأنها

عملية تشويه لسمعته واغتيال جديد للحريري، لكنه لم يتردد في ان يضع الوطن قبل ظلامته منهم وقبل ظلمهم له، فأهدى لبنان وكذلك الذين نكّلوا به لوائح جواسيس اسرائيل في صفوفهم وخارجها وعصابات الارهاب، والقتل في البلد، فالواجب المهني والوطني والاخلاقي يقضي

بذلك ويتجاوز كل الظلامات... ثم ألم يكن وسام يسمع على مدار الايام والساعات قول الحريري: "ما بيصح إلا الصحيح"؟

عرف دائماً بأنه على لائحة الاغتيال الذي "يقرّب اكثر مما يخيف" كما قال لي يوماً لأنه كان توّاقاً الى الالتحاق بمن أحب، وعندما كشف مؤامرة ميشال سماحة - مملوك كان يعرف حتماً انه اجتاز الخط الاحمر وقطع ضفة الروبيكون الى ارض القتلة، لكنه قال حتماً في سره: "لعيونك... وعيون لبنان ابو بهاء". وبالرغم من انهم يغرقون في الدماء الى اعناقهم لا تزال لهم عيون وآذان ترصده في المطار وتفجره بعد ساعات وعلى مقربة من بيت سماحة، ليرتفع "صوت" الحسن للمرة الاولى مدوياً... وشهيداً سعيداً للبنان.

كان صمام امن وامان وعندما يقول احمد فتفت انه واربعة من نواب "المستقبل" تلقوا تهديدات هاتفية بالقتل قالت: "مبروك واحد من عشرة"، فهذا يعني ان مسلسل الاغتيالات يتجدد، لكن الرئيس نجيب ميقاتي لم يمتنع عن اتحاف اللبنانيين بابتسامة وهو يتحدث عن الجريمة من القصر المشغول بأوهام الحوار الوطني!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم