"لا تفرطَنّ بعطيّة الله"... صرخة للكشف المبكر عن سرطان الثدي

قبل إحدى عشرة سنة نجت رئيسة "لجنة المرأة في أبرشية زحلة المارونية" نيفين هاشم من مرض #سرطان_الثدي بفضل التشخيص المبكر. "كنت يومها أمًّا لمراهِقَين، وتغلبت عليه في مراحله الأولى، وعشت لأرافق ولديَّ وأراهما راشدَين، يشقّان طريقيهما في الحياة". متغلبة على دموعها مضت قائلة: أنا نجوت، ولكن والدتي لم تنجُ منه، وكانت وفاتها جراء سرطان الثدي، جرس الإنذار الذي دفعني إلى أن أخضع سنوياً للفحص، منذ عمر الـ 35 سنة".

لتخلص إلى أنه "في عصرنا هذا، لم يعد مقبولاً أن نخسر حياة لنُنقِذَ أخرى، سيما وأن الإمكانيات موضوعة كلها بتصرّفنا، سواء على الصعيد الحكومي أو من خلال مبادرات المجتمع المدني". هاشم كانت تتحدث خلال حفل إطلاق اللجنة لحملتها السنوية لمكافحة سرطان الثدي، أمس، برعاية اللبنانية الأولى ناديا الشامي عون وفي حضورها. وقد اختارت اللجنة شعاراً لهذه السنة "لو كنت تعرفين عطيّة الله" من إنجيل يوحنا: "لنقول لكل لبنانية، لكل بقاعية وزحلية: لا تفرِّطي بأثمن عطايا الخالق، والوزنات التي أعطانا إياها لا تدفنيها في التراب"، على ما أوضحت هاشم.

من جهته، اعتبر راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض أن رعاية اللبنانية الأولى لهذه الحملة تعطيها "دفعاً أكبر، وتعزز تحسس المجتمع ودعمه لها، والتنبّه إلى الفحص المنتظم الذي يساهم في الكشف المبكّر عن المرض وزيادة إمكانية الشفاء منه. فتسلم المرأة لعائلتها ومجتمعها".

وتعمل اللجنة منذ العام 2014 على مكافحة سرطان الثدي، من خلال تنظيمها محاضرة مع اختصاصيين حول أهمية الكشف المبكر، ومن ثم توفير الصور الشعاعية مجاناً، بالشراكة مع مستشفى خوري العام في زحلة، للنساء اللواتي يسجلن أسماءهن بعد المحاضرة.

وفي سجلها: 500 صورة شعاعية، وقد ارتفع العدد من 70 صورة في العام الأول لبدء حملتها السنوية، إلى 180 العام الماضي. ما سمح بتشخيص 9 حالات نجونَ جميعهنّ. ولا تكتفي اللجنة فقط بالتوعية وتوفير التشخيص المبكّر، بل تقف إلى جانب السيدات المصابات خلال علاجهن، بالإرشاد والمرافقة النفسية.

وهذه السنة، بالإضافة إلى المحاضرة التوعوية، أقامت اللجنة قداساً ترأسه المطران معوض "على نيّة المصابات بسرطان الثدي وكل المرضى"، أضاءت بعدها مقام سيدة زحلة والبقاع باللون الزهري، بمساهمة "شركة كهرباء زحلة"، كما كانت قد اضاءت مقر مطرانية زحلة للموارنة في كسارة. ومن بعدها أقيمت "لقمة محبة" في المطرانية، على شرف راعية الاحتفال.