التقرير الأسبوعي لبنك عوده: انفراج في الأسواق المالية اللبنانية إثر التفاؤل الحكومي

فيما باتت ولادة الحكومة المنتظرة على قاب قوسين أو أدنى، تلقفت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع التوقعات الحكومية التفاؤلية بإيجابية، إذ شهدت تحسناً في الأسعار في سوق الأسهم وعودةً للإقبال الأجنبي على سندات الأوروبوند رافقته تقلصات في الهوامش، كما عادت سوق القطع إلى توازنها بعد أن كانت قد سجلت تحويلات صافية لصالح الدولار في الأسبوع السابق، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، أقبل المتعاملون المؤسساتيون الأجانب على شراء سندات الأوروبوند اللبنانية على طول منحنى المردود، في ظل التوقع بأن عملية التأليف الحكومي قد شارفت على خواتيمها. إذ تقلص متوسط المردود المثقل بمقدار 75 نقطة أساس ليبلغ 9.23%، وهو أكبر تقلص أسبوعي له لهذا العام، وأدنى مستوى للمردود منذ نهاية آب 2018. كذلك، تقلص هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات بمقدار 40 نقطة أساس إلى 680 نقطة أساس. وعلى صعيد سوق الأسهم، عكس مؤشر الأسعار منحاه التراجعي الذي كان سائداً في الفترة الأخيرة، حيث سجل ارتفاعاً خجولاً نسبته 0.8% مدعوماً بزيادات لافتة في أسعار أسهم "سوليدير"، بينما انخفض حجم النشاط بنسبة 46.5% أسبوعياً ليبلغ زهاء 6.8 مليون دولار. وفي ما يتعلق بسوق القطع، عادت قوى العرض والطلب إلى توازنها، وظل سعر تداول الدولار داخل سوق الإنتربنك مستقراً عند 1514 ل.ل.-1514.50 ل.ل.، فيما بلغت الموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان زهاء 43.1 مليار دولار في منتصف تشرين الأول 2018، بحيث غطت 81% من الكتلة النقدية بالليرة.

الأسواق

في سوق النقد: استقر معدل الفائدة من يوم إلى يوم عند 5% في نهاية هذا الأسبوع وسط توافر مريح للسيولة بالليرة داخل سوق النقد، بعد أن كان قد وصل إلى 20% في بداية الأسبوع. ويعود الانخفاض في معدل الفائدة من يوم إلى يوم إلى عوامل تقنية، أهمها انحسار الطلب على الدولار وودائع الضمان الاجتماعي.

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الأولية للمناقصات بتاريخ 18 تشرين الأول 2018 أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 4.44%)، وفئة السنة (بمردود 5.35%) وفئة الخمس سنوات (بمردود 6.74%). إلى ذلك، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 11 تشرين الأول 2018 اكتتابات بقيمة 329 مليار ليرة توزعت بين 4 مليار ليرة في فئة الستة أشهر و100 مليار ليرة في فئة الثلاث سنوات و225 مليار ليرة في فئة السبع سنوات، فيما بلغت الاستحقاقات زهاء 349 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي بقيمة 20 مليار ليرة.

في سوق القطع: وسط مؤشرات حلحلة للعقد التي تعترض ولادة الحكومة المنتظرة، سجلت سوق القطع نشاطاً متوازناً نسبياً هذا الأسبوع. ذاك أن الطلب التجاري على الدولار قابله بعض التحويلات لصالح الليرة، إما للاستفادة من الفوائد المجزية التي تقدمها المصارف على منتجاتها الادخارية بالليرة أو لسداد مستحقات الضريبة على القيمة المضافة. في هذا السياق، تداولت المصارف التجارية الدولار فيما بينها بسعر راوح بين 1514 ل.ل.-1514.50 ل.ل. في موازاة ذلك، أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 15 تشرين الأول 2018 أن الموجودات الخارجية لدى المركزي تراجعت بقيمة 402 مليون دولار خلال النصف الأول من الشهر لتبلغ زهاء 43.1 مليار دولار في منتصف تشرين الأول. ويأتي هذا التراجع وسط تدخل مصرف لبنان كبائع للعملات الأجنبية في سوق القطع في ظل الضبابية التي شابت عملية التأليف الحكومي خلال الفترة المغطاة قبيل الانفراج الأخير.

في سوق الأسهم: وسط توقعات متفائلة بإمكان ولادة الحكومة في الأيام القليلة المقبلة، سجلت بورصة بيروت هذا الأسبوع تغيراً إيجابياً في الأسعار، كما يستدل من خلال الارتفاع في مؤشر الأسعار في بورصة بيروت بنسبة 0.8% ليقفل على 85.90، وقد قادت أسهم "سوليدير"- الأشد تفاعلاً مع التطورات السياسية الداخلية- أسهم بورصة بيروت صعوداً، بعد ان كانت قد وصلت إلى مستويات دنيا في الأسابيع القلية الماضية. في التفاصيل، قفزت أسعار أسهم "سوليدير أ" بنسبة 16.0% لتقفل على 7.02 دولار. وسجلت أسهم "سوليدير ب" ارتفاعاً لافتاً نسبته 15.5% إلى 6.99 دولار. وزادت أسعار أسهم "هولسيم لبنان" بنسبة 6.5% إلى 7.95 دولار. في المقابل، أقفلت أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" على تراجع نسبته 2.6% إلى 9.25 دولار. كذلك، تراجعت أسعار إيصالات الإيداع العمومية لبنك لبنان والمهجر بنسبة 2.6% إلى 9.25 دولار. وتراجعت أسعار أسهم "بنك عوده العادية" بنسبة 2.2% إلى 4.89 دولار. وشهدت أسهم "بنك بيبلوس التفضيلية فئة 2009" هبوطاً في أسعارها نسبته 11.7% إلى 75.0 دولار. وعلى صعيد أحجام التداول، انخفضت قيمة التداول الاسمية من 12.7 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 6.8 مليون دولار، وهي تقارن مع متوسط أسبوعي قيمته 6.1 مليون دولار.

في سوق سندات الأوروبوند: وسط توقعات بأن عملية التأليف الحكومي قد وصلت إلى مراحلها الأخيرة، مع ما يكتنف ذلك من إيجابية تتعلق بآفاق لبنان المالية وأجندته الاقتصادية، شهدت سوق سندات الأوروبوند إقبالاً أجنبياً لافتاً على طول منحنى المردود والذي ترافق مع عملية تصحيح للأسعار. فمتوسط منحنى المردود الذي كان قد بلغ 9.98% في نهاية الأسبوع السابق، عاد ليسلك تدريجياً مسلكاً تنازلياً هذا الأسبوع إذ أقفل على 9.23% يوم الجمعة، وهو أدنى مستوى له منذ نهاية آب 2018. كذلك، تقلص متوسطBid Z-spread المثقل بمقدار 77 نقطة أساس إلى 672 نقطة أساس. وعلى صعيد كلفة تأمين الدين في السوق اللبنانية، تقلص هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات من 710-730 نقطة أساس في الأسبوع السابق إلى 670-690 نقطة أساس هذا الأسبوع، في إشارة إلى تحسن نظرة الأسواق إلى المخاطر السيادية عموماً.