الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

تجربة رائعة: أُصيبت بالبُهاق فواجهته بالعمل... خبيرة التجميل لوچينة صلاح تروي لـ"النهار" قصّتها

المصدر: "النهار"
مروة فتحي
تجربة رائعة: أُصيبت بالبُهاق فواجهته بالعمل... خبيرة التجميل لوچينة صلاح تروي لـ"النهار" قصّتها
تجربة رائعة: أُصيبت بالبُهاق فواجهته بالعمل... خبيرة التجميل لوچينة صلاح تروي لـ"النهار" قصّتها
A+ A-

نحن أمام تجربة حياة رائعة، ضربت المثل في التغلب على أحزانها وتفكيرها، وتغيّر شكلها بفعل مرض البهاق الذي أصابها وهي فتاة صغيرة، فتمردت على واقعها، وصنعت أفضل نموذج حياتي لا بدّ أن يحتذي به كل من يسعى إلى إيجاد دور فعّال في هذه الحياة.

صاحبة التجربة الفريدة هي خبيرة التجميل لچينة صلاح. كانت تحاول في بداية إصابتها إخفاء البهاق بعمل "ميكس" بالألوان التي تعشقها، لكنها قرّرت في النهاية أن تتعايش معه، وتحاول أن تعطي الفتيات دروساً في التوعية، بطبيعة هذا المرض غير المعدي، وشاركت في حملة مصرية بعنوان "البهاق مجرد لون"، أطلقتها استشارية التغذية العلاجية ورئيسة الجمعية المصرية لعلاج البهاق الدكتورة ولاء أبو الحجاج لتوعية تلاميذ المدارس بماهية البهاق، وتأكيد أنه مرض وراثي غير معدٍ، وليس له ضرر سوى تغيير لون الجلد، ويتطلب التصالح مع النفس من جهة، وتعامل الآخرين مع مريض البهاق بشكل طبيعي، لأن العامل النفسي يلعب دوراً كبيراً في تفاقمه.

لوچينة ليست مجرد خبيرة تجميل، لكنها في الوقت نفسه تتعامل نفسياً مع الفتيات بضرورة تقبل شكلهن.

تتحدث صلاح لـ"النهار" فتقول: "عندما كنت طفلة، كان كل شيء طبيعياً إلى أن أتممت عامي الـ13 فبدأت تنتشر بقع بيضاء على وجهي ويدي في غضون أسبوع دون مقدمات، وبدأ زملائي في المدرسة والنادي، حيث كنت أمارس لعبة كرة اليد وأتدرب على الباليه، يبتعدون عني ويتجنبون التعامل معي، أما أهلي فكانوا على درجة عالية من الثقافة، وعندما عرضوني على الطبيب طلب منهم أن يؤكدوا لي أنه مرض غير معدٍ، وأن أقوم بتوعية أصدقائي بذلك حتى يطمئنوا، ولكنني كنت أواجه عديداً من الصعوبات في سبيل توصيل المعلومة للآخرين، ولذلك كنت أظهر بشكلين أحدهما بلا مكياج وآخر بالمكياج لأداري البهاق، ولذلك يجب أن تأتي التوعية من الأهل أنفسهم لأنهم يبعدون أطفالهم عن أي شخص مختلف لأي سبب".

وأضافت: "تخرجت في كلية تجارة إنكليزي العام 2012، وجاءتني فرصة عمل في أحد البنوك، ولكن كنت أرى أن لديّ رسالة أخرى، بعد أن شعرت بأن "الميك آب" ليس مصدر أمان للفتاة، فقررت ترك العمل في مجال التجارة والبنك والسفر إلى أميركا لدراسة الميك آب وفنونه، خصوصاً أنني كنت أظهر بطبيعتي تارة، وأضع مكياجاً في المناسبات والأفراح تارة أخرى، وما بين المظهرين كنت في صراع داخلي حول أهمية المكياج بالنسبة لأي فتاة. في البداية رفض أهلي سفري لأنهم كانوا يريدونني أن أعمل في البنك لكنني كنت مصرّة على قراري، وأقنعتهم بأنني أريد التجربة، وبالفعل سافرت وتعلمت أصول المكياج وفنونه بشكل متقن".

وتابعت: "بعد أن أنهيت دراستي وعدت إلى مصر ظللت أخفي شكلي وراء المكياج. وكنت أعمل ميكس ألوان لإخفاء فرق اللون في وجهي، حتى أظهر بشكل طبيعي، وحبي للألوان جعلني أتقن ذلك بمهارة. وكنت أرفض دخول مصوّر معي حتى لا يصورني ولوني مختلف، وفي يوم ما جلست مع نفسي وقررت أن أظهر على طبيعتي، وأن أوعّي الفتيات بذلك، وأن المكياج ليس هو العلاج أو الحل، ولكن العلاج يكمن في أن يتقبل الشخص شكله، ويتصالح مع نفسه، ويبتعد عن القلق والضغوط ويتناول أكلاً صحياً ويتجنب التعرض للشمس، ووردتني كمية رسائل كثيرة من فتيات يفدن بأنني غيّرت فكرتهن عن الجمال، وأن المكياج ليس هو الأساس في جمال الفتاة".

وأوضحت: "البهاق ليس مرضاً معدياً، فهو في الأساس مرض مناعي. فعندما تزيد المناعة عن اللازم تهاجم الجسم نفسه، وتؤدي إلى تغيير في لون البشرة. وعلى الرغم من أنني توقفت عن علاجه، لكنني أتناول أغذية للحد من انتشاره. فالبهاق مجرد لون، والعامل النفسي يزيد المرض أو يقلله، وكلنا نعلم أن مايكل جاكسون كان يعاني مرض البهاق وعندما أصابه انتشر في جسمه بأكمله وكان أول شخص من المشاهير يعاني هذا المرض، وظل يرتدي جوانتي عند تصوير كليباته وأغانيه وأصبح جسمه كله أبيض".

وتُنهي لوچينة بنصيحة مهمة: "ثقوا بأنفسكم، فنحن من نمنح الجمال لمظاهرنا الخارجية بجمالنا الداخلي، وتصالحنا مع أنفسنا واقتناعنا بأننا بخير".  

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم