البعّوضة "الزاعجة السوداء المنقطة بالأبيض"

لا يختلف اثنان على أن النفايات المنتشرة بشكل عشوائي وتلوث المياه السطحية، باتت تشكل أضراراً صحية ومخاطر مباشرة على السلامة العامة. والاستهتار بالمعالجات لا بد سيفاقم من التداعيات السلبية لهذه الأزمة التي أضحت مصدر قلق عام. وتغاضي المعنيين وتقاعسهم عن البحث عن حلول سيرتب عواقب كبرى تطال المياه والهواء والتربة، أي عناصر البيئة الأساسية التي بسلامتها تكون سلامة الناس.

ومن الظواهر السلبية الإضافية لهذه المشكلة حضور أنواع جديدة من البعوض، المصنفة من بين الحشرات الخطرة، الناقلة لعدد كبير من الأمراض، وتسمى علمياً "الزاعجة المنقطة بالأبيض (Aedes albopictus) " أو "النمر الآسيوي" التي تعيش بشكل أساسي في المناطق شبه الاستوائية في جنوب شرق آسيا.

وقد سجل حضور البعوضة "الزاعجة المنقّطة بالأبيض" في العديد من المناطق اللبنانية كما في القرى والبلدات العكارية القريبة من مجاري المياه السطحية، وأماكن رمي النفايات عشوائياً في بالقرب من هذه المجاري. فالتنبّه لها ومكافحتها أمر أكثر من مطلوب، فهي تتميز بجسم أسود منقط بالأبيض بما في ذلك الأرجل، تطير وتتغذى خلال النهار بالإضافة إلى وقت الغروب والفجر.

ووفق دراسات عدة منشورة على عدد من الصفحات الإلكترونية، تبيّن أن البعوضة "الزاعجة المنقطة بالأبيض" تعتبر ناقلاً وبائياً خطيراً، فهي عبر لسعاتها تنقل عدداً من الفيروسات المسببة لأمراض مثل الحمى الصفراء وحمى الضنكوشيكونغونيا، بالإضافة إلى عدد من الديدان الأسطوانية المسببة لداء الخيطيات (Dirofilaria immitis).

ولفتت الدراسات عينها إلى أن " هذه الحشرة تنتشر وتتكاثر بشكل أساسي في الأماكن التي يتم تخزين المياه فيها بشكل مكشوف، وتنمو وتزداد داخل هذه المياه". وهي تعيش لمدة 7 أيام داخل المياه، ما يعني أن أي كمية مياه راكدة مكشوفة لأكثر من عشرة أيام تشكل بيئة مؤاتية لتكاثرها.

وينصح الخبراء بعدم وضع أوعية مياه مكشوفة في محيط المنزل، وتجفيف المياه الراكدة والمستنقعات في باحات المنزل، وضرورة تجفيف الحفر الصحية وإقفالها، وضرورة المحافظة على مجاري المياه بعيداً من النفايات والإطارات التالفة وأي مواد تمنع جريان المياه، والتي ستصبح مكاناً مناسباً لتكاثر البعوض.

وتمتاز بعوضة النمر بأنها لا تطير لمسافات بعيدة، وعندما تلسع الشخص تبقى في محيط ومكان تكاثرها، وتحط على الشخص من خلال رائحة جسمه.

رئيس بلدية رماح المهندس طانيوس الراعي نبه من مخاطر تكاثر البعوض وبخاصة البعوضة السوداء المنقطة بالأبيض. وشدد على أهمية التعاون لمكافحتها، ومن باب أولى التعاون لإزالة مسببات تكاثرها.

وعن سبل المكافحة قال: إن شركة المهندسين السويسريين في لبنان توصلت إلى إعداد مواد طبيعية غير كيميائية (بيورغا 7) لمكافحة البعوض. وهذه المواد لا تؤثر على البيئة وهي غير سامّة للإنسان والحيوان والنبات، ولا تلوث المياه السطحية والجوفية، وهي مواد مكافحة للبرغش والحشرات الضارة، وتستطيع القضاء على جميع أنواع الحشرات الضارة وخصوصاً الجديدة منها على مجتمعاتنا التي تكاثرت بسبب كثرة التلوث بمياه الصرف الصحي والمكبات العشوائية للنفايات.