الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ظروفه المأسوية دفعته لـ"منازلة" الموت مع عائلته... انتهى حلم وليد بالهجرة على الطريق

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
A+ A-

اتخذ قرار المجازفة بحياته وحياة عائلته علّه ينتقل وإياهم من برّ الفقر والبطالة إلى برّ الأمان والراحة. فمصارعة الموت في البحر أهون بكثير من الحاجة والعوز. حمل حقائب الحلم وانتقل مع زوجته الحامل وولديه إلى تركيا وكلهم أمل أن تكون الوجهة الأولى قبل الوصول إلى اليونان ومنها إلى أي دولة أوروبية، لكن لم يكتب لخطوتهم الثانية النجاح بعد انقلاب الشاحنة التي كانت تقلّهم إلى البحر ومقتل وجرح العشرات... انتهى حلم وليد حكيم قبل أن يبدأ في محافظة إزمير التركية.

رسالة حياة

ابن طرابلس، كالعديد من شبان الشمال الذين سُدّت كل السبل أمامهم، حتى باتت الهجرة هدفهم، وبحسب ما قال شقيقه فيصل لـ"النهار": "لم نكن نعلم أن في نيته الهجرة إلى أوروبا، قبل شهر أطلعنا على أنه سيسافر مع عائلته في رحلة سياحية غلى تركيا، لنصدم يوم الاحد الماضي بخبر تعرض شاحنة مخصصة لنقل البضائع كانت تقل لاجئين غير شرعيين إلى حادث سير مروّع، الأمر الذي أدى إلى مقتل نحو 20 شخصاً وجرح نحو 26 آخرين، من بينهم شقيقي وعائلته". وأضاف: "بداية وصل خبر مقتلهم، عشنا هول الكارثة يوما كاملاً، قبل أن يتواصل وليد معنا من المستشفى حيث يتلقى العلاج، بعد أن أصيب في قدمه ووركه، من خلال والد احد المرضى الذي طمأننا على حاله وأرسل صوراً له، لكنه لا يعلم ما حلّ بزوجته التي تبلغ من العمر 19 سنة وتحمل الجنسية السورية".

سماسرة الموت

"7 أشهر ووليد (24 سنة) عاطل عن العمل، بعد أن كان يعمل موزعاً للوجبات في أحد مطاعم الفول والحمص، الأمر الذي اضطرّه إلى ترك المنزل الذي استأجره والسكن مع زوجته وولديه (طفل بعمر 4 سنوات وطفلة بعمر تسعة أشهر) في بيت أهلي، حاول كثيراً أن يعثر على وظيفة جديدة، لكن من دون جدوى". قال شقيقه مضيفاً: "لو لم يختنق في بلده من الفقر لما خاطر بنفسه وبعائلته، كل ما نعرفه الآن أن ثلاثة منهم بخير وواحد وضعه حرج". وعن سماسرة الموت قال: "مجرمون، يضحون بأرواح الناس مقابل الحصول على المال، نشكوهم إلى الله".


تحرّك ومناشدة

تواصلت عائلة حكيم مع وزارة الخارجية اللبنانية التي كما قال فيصل: "أطلعنا موظف فيها أنهم على تواصل مع السفارة اللبنانية في تركيا، وقد اتصل بنا أحد موظفيها مؤكداً أنهم يولون القضية أهمية، وأنا أطالب كل المسؤولين اعتبار وليد ابنهم، وليتحركوا لعودته إلى بلده، مع العلم أننا أطلعنا وزارة الخارجية على نية أحد أشقائي التوجه إلى تركيا للاطمئنان عليه. فطلبت منا التريّث قليلاً كون التحقيق في القضية مستمراً وكذلك التوقيفات لاستجواب الناس".  "النهار" اتصلت بالسفارة اللبنانية في تركيا فأكد مصدر فيها أنه "تتم متابعة القضية بناء على تعليمات وزارة الخارجية، وقد تواصلنا مع مديرية الصحة في إزمير التي أطلعتنا على اسم المستشفى الذي يتلقى فيه وليد وابنه العلاج،  اتصلنا به للاطمئنان على وضعه، لكن إلى الآن لا نعلم مصير زوجته وابنته، ونحن بانتظار أن تصلنا معلومات من مديرية الصحة عنهما".


أوصلت الظروف المعيشية الصعبة وليد وغيره الكثير إلى أن تصبح منازلة الموت لديهم أهون بكثير من البقاء في الواقع المرير، فمتى ستلتفت الدولة اللبنانية إلى هموم شبابها وتؤمن لهم وظائف للعيش بكرامة في وطنهم؟!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم