الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مخاض دمشق – المرأة

المصدر: "النهار"
علاء زريفة
A+ A-

لاَ وَقتَ لحَديثِ المُعجزَاتْ

لاَ وَقتَ لغوايةِ القَمرْ

يقولُ: سائقُ الحافِلةِ العَابرةِ

مَدائنَ الدياناتِ، ومينَاءِ الإسراءِ الأخيرْ.

يُحركُ مقوَدَ المكانِ البطيء

يَنزعُ قَدمهُ عن دواسةِ الوَقودْ

ويتلكأُ بالقراءةْ.

يختبئ خلفَ اسمٍ مُستعارْ

يتهمُ "هوميروس الشيخْ" بإخفاءِ

المَقبرةِ الجمَاعيةِ

تحتَ هضابِ البلاغةِ، ومجازِ الاستعارةْ

يَحرمُ الضَحيةَ حقَها في الصراخْ

وكتابةِ سطرٍ على سبيلِ الرِثاءْ

يضغطُ الزنادْ، تدور العَجلةْ

هذا القادمُ.. لا يأتي/

دِمشقْ/ أواخر أيلول/

الطابقُ الثاني في برجٍ صناعيْ/

أطحنُ البُنَ في عَينَي ظِلي

الشخص الثالثُ هو الليلْ

الشيطانُ مُستمعٌ جيدْ

ومتكلمٌ يُلقي الحَصَى

ولاَ ينتظرُ شيئاً من أحَدْ

يقول: لم أسجدْ، ها أنا أعترفْ/

أقولُ: من أنتَ حقاً؟

يقولُ: كائناً من أكونْ

ليسَ لي عدوٌ أنتقمُ منهْ

لأُدركَ أنايَ ونقيضها/

أقولُ: هل تقرأ؟

يقولُ: لا تعنيني نثريةُ الشِعرْ ولا شِعريةُ النثرْ

لا أتلذذُ بتفاحِ الحداثةِ وما قبلها وما بعدها

لا أدخلُ مسرحاً له شُباكُ تذاكر يتسعُ لرأسٍ واحدْ

هجرتُ النصَ مُذْ تغالبت داخِلي طبيعتانْ

ومنذُ وقَفتُ على سِرِ "الموناليزا"

من بوابةِ( شُذوذْ) "دافنشي"/

كَهلٌ ولا نهائيٌ هو الزُمنْ

لكنه ملوثٌ بالغَيبْ/

الأشدُ وطأةً، مَزاجُ المفكرِ

في تشريحِ القمرِ إلى عاطفةٍ وطينْ

الأكثرُ عُنفاً، ما تركهُ محاربٌ قديمْ

لأمٍ لا تزالُ تدافعُ عن حُقوقِ (التينِ والزَيتونْ) في تجسيدِ الهدايةْ/

تنشَغلُ في لملمةِ قُشورِ البرتقال

والصَوتُ يهْبطْ - الراوي مُستدركاً-

ماذا فعلت بك الحَربِ يا أُميْ؟

لو كنت حَيّاً لعُدتْ..

يا أمي..

لا أدافعُ عن الفلسفةِ المغلقة على كنيسةٍ واحدة

مُذْ خَرجتُ من النَارِ صِرتُ بشرياً

مُذْ رأيتُ وجه أبي...

صَعدتُ درجةً على السُلمِ الحَجري

للهاويةْ/

أسألُ وأجيبْ، أُدخِلُ نَفْسي نَفْسها

لا عِبادةَ ترفعني أعلى

لا طَقسَ يخرجُ من رحمِ آلهتي

أكونُ الحَبلَ السُري

دونَ أن أدري، أقفُ في الطابورِ

ناسياً ما أريدْ

الوجوهُ المُشبعةُ بالحيَاة

زَهرٌ يفيض من قوارير مُعلقةْ

البنفسجُ دليلٌ حزين يَنثرُ غُبارهُ

ويمضي

أنادي..

لا أحد، لا أحد، لا أحدْ.

أعبرُ الهَامشَ البسيط بينَ رَصِيفٍ حائرٍ، و شَارعٍ يُرسلُ مُشاتهُ

الضفةَ المُقابلة

لا هم يَعودونْ

ولا المَكانُ يُغِيرُ أحْلامهُ

لتلتقي الضَفتانْ.

ويقولُ صاحبيْ: ينقصكَ الجنونْ

أنتَ كنايةُ ما يجبُ أن تكونْ

لولا الكَلمة لهَلكتْ.

أقولُ: لا أحمِلُ أنفاً معقوفاً ورثتهُ عن سِفرٍ ما

أو قليلاً من القَدرْ والمِلحْ

لا أعرف عن البَحرِ سوى زُرقةٍ تغرقُ في السواد

كُلما وجدتُ نبوءةً..

قادتني إلى (يبوس)

فهاتِ بيدي يا رفيق

كُلُ الأدوارِ جاهزة قُبيلَ ميلادِ البطل

قلبي يُحدثني، ويقينُ الكلامِ المتأخر عن بلوغِ المعنى

فكُن صوتي يا رفيقْ

أتنقلُ كفأرٍ حول المَصيدةْ

إغواء الجوع كافرْ

يمنعني نهَمي، وأظافرُ امرأةٍ تعدني بنفسها.. تعالْ

الإحداثياتُ خَارطِةٌ بَلهاءْ

بيد مُستكشِفٍ أضاعَ بوصلة (الهند)

وأوهامُ مُسْتشرقٍ يتكلمُ "العربية"

بلسانٍ أعجمي

الجِنسُ خَيطُ سرابْ

كلما تَبعتهُ، نسيتُ رجولتي

الحُبُ "ميتافيزيقيا" أعلمُ جهلي بها

وغُروري أصَمْ

يَعودُني صوت السائقِ المُتعجلْ

"قضَى رَبُكَ"

أقولُ: لم أؤمن بعد أن القَضَاء

لزومُ ما يلزم من الوحي.

والشَهادةُ: إخفاءُ الستارةِ كجوهرٍ مزدوجْ

فردوسٌ جهنميةٌ هي المعرفة.

يقولْ: المعرفةُ ما يخطرُ للحديقةِ كلما سلَبتها الريحُ عُذريةَ الأنا.

تتَفتحُ زنبقةٌ ترمي كُحلَ عيونها للصَباحْ

كُنْ خَفيفاً أمام المُطلق

فهو عاطفيٌ أيضاً

وكُنْ سادياً كـ ( فولني)

إقرأ التاريخَ كشاهدِ إثبات على عدالةِ "الليالي"

وجَدارة القوةِ في تشكيلِ الحق

ولو جاءَ على لسانِ أُنسيةٍ

أجهزُ للملك السَعيدْ حَتفهُ

وطبقَ الحَساء الساخنْ.

أروي له: حكايةَ أشخاصٍ مجهولينْ،

ابتلعت الشمسُ أسرارهم

وحفنةَ تشاؤمهم من الوجودْ

ستنسى الألم عندما تواجهُ العَدمْ

تقفُ الحافلةُ عند حافةِ الزمن العبثي.

يهوي السائق، يعوي الركابُ،

لا وقتَ لحديثِ المُعجزاتْ

لا أنا إلا أنتْ

مُذ توجتَ نَخبي بأفيون المَرارةْ

سلاماً لغوايةِ القَمرْ.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم