تكريماً لنبوغه افتتحت الجامعة الأنطونية موسمها الموسيقي ليز لا سال فارسة جبّارة اقتحمت عالم باخ بنبض أصابعها

باخ هو المثال، كان ولا يزال، يطعم كبار المؤلّفين عبر الزمن من جنى عبقريّته، يستمدّون من فنّ "الفوغ" ومن "الفوغ والبريلود" خميرة، يربّون عليها رؤى من نبع سلفهم الذي لا ينضب. كلّهم، من فرانز ليزت وروسيل وويلهالم كمف وغيرهم، دخلوا إلى معبد هذا المولود من طبيعتين، روحية وأرضية، من مهارتين، عالم في الحساب والهندسة في بناء مقطوعاته، تأملي في الوجود حين يبوح لآلة الأورغ، رفيقة حياته، آيات من إنجيل متى والآلام بحسب القديس مرقس، دخلوا ليكنزوا مواهبهم الموسيقية من مياهه السيّالة.في الجامعة الأنطونية، كان برنامج ليلة الإثنين، تتويجاً لباخ، وحوله كل من استنار بفن الفوغ والبريلود، من ليزت وروسيل وكمف، ونقلوه من الأورغ إلى البيانو، ومن عصر الباروك إلى زمن الإنطباعية والرومنطيقية والكلاسيكية. ليز لاسال، عازفة مدهشة، وصفتها المطوية، فنّانة نادرة الطاقات بين عازفات جيلها، نضجاً ومهارة وإحساساً، مجيئها للمرّة الأولى إلى لبنان بدعوة من الأب توفيق معتوق، يعدّ محطّة من دورانها في العالم، عازفة قديرة مع أوركسترات...