أضرار زراعية جراء العاصفة الرعدية... المزارعون: "نشَّف دمّنا" (فيديو)

46 ميللمتراً من المتساقطات سجلتها مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، في الساعات الـ24 الأخيرة في تربل شرقي البقاع الأوسط. وبدلاً من أن تحُلَّ برداً وسلاماً على المزارعين المتعطشة مواسمهم الزراعية للمياه، بعد موسم جفاف، فإن زخّات البَرَد والسيول الجارفة التي أحدثتها العاصفة الرعدية في مناطق كفرزبد ـــ الفاعور، رياق وتربل، "نشّفت الدماء" في عروق المزارعين، بسبب الأضرار التي خلّفتها في مواسمهم.

فقد اكتفى المزارع طوني جبور من بلدة رياق، بزراعة 130 دونماً من الأراضي التي يضمنها في بلدة تربل: ملفوفاً وخس آيسبرغ، بطاطا، قرنبيط، باذنجان، ذرة وبروكولي، لقلة مياه الري، وهو اليوم يواجه خسارة "لا تقلّ عن 100 ألف دولار" على ما يقول، بعد أن خرّبت العاصفة مواسمه، هو الذي قاسى من مرض فيروسي كان قد ضرب إنتاجه وقلّص من كمياته. الياس بطرس معلوف، من بلدة رياق، هو الآخر، مني بخسارة بعد أن فعلت حبات البرَد فعلها في الكرم الذي زرعه منذ 5 أشهر فقط دوالي عنب لإنتاج النبيذ في خمّارته، ممولاً مشروعه بقرض من كفالات. تتوالى قصص خسائر المزارعين ممزوجة بوجعهم، من عاصفة تركزت أضرارها في مناطق معينة، على ما يوضح رئيس "تجمع المزارعين في البقاع" ابرهيم ترشيشي لـ"النهار"، سيما في المناطق على سفح سلسلة جبال لبنان الشرقية، من كفرزبد إلى الفاعور، مروراً بتربل فحشمش ـــ رياق وماسا. فيما الأضرار شملت كروم عنب، وحقول بطاطا، خس، باذنجان، كوسا، خيار، بندورة، قرنبيط وحشائش.

وكان ترشيشي جال برفقة النائب جورج عقيص على الأراضي الزراعية المتضررة، وانتقلا إلى مقرّ "تجمع المزارعين في البقاع" في رياق، حيث انضم إليهما النائب أنور جمعه والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، وعدد من المزارعين المتضررين. وقد أفاد ترشيشي بأن اللواء خير أبدى استعداده لتقديم المساعدة للتعويض على المزارعين، عبر طلبات تقدم بواسطة بلديات البلدات التي أحدثت العاصفة فيها أضراراً. وتمنى ترشيشي على البلديات أن تجري كشفاً صحيحاً، وأن يتم تسجيل الأضرار بوجدان وضمير، فيأخذ صاحب الحق حقه، ولا يظلم المتضررين جراء أطماع آخرين. مستغلاً المناسبة ليجدد المطالبة بإقرار "صندوق التعويضات الزراعية من الكوارث الطبيعية" المموّل من عائدات الاستيراد والتصدير الزراعي: "فلا نثقل على الدولة ولا نشعر في كل مرة بأننا شحّاذون".