الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اللبنانيون يحلمون بالعودة 50 عاماً إلى الوراء \r\nالكهرباء، المياه، النفايات، النقل: أزمات قديمة كبّدت لبنان المليارات لتبقى!

سلوى بعلبكي
سلوى بعلبكي
Bookmark
اللبنانيون يحلمون بالعودة 50 عاماً إلى الوراء \r\nالكهرباء، المياه، النفايات، النقل: أزمات قديمة كبّدت لبنان المليارات لتبقى!
اللبنانيون يحلمون بالعودة 50 عاماً إلى الوراء \r\nالكهرباء، المياه، النفايات، النقل: أزمات قديمة كبّدت لبنان المليارات لتبقى!
A+ A-
يطوي لبنان بعد شهر ونيف عقده السابع على نيله الاستقلال بحلم راود أبناءه وهو العيش بوطن حسده الاقربون والأبعدون لما فيه من نعم وعطايا خصه الله بها... فأحبطوا. وطن كان هواؤه دواء لكل عليل، وجباله مستشفى لكل سقيم، ومياهه التي كان البعض يخطط لتصديرها مقابل النفط لنقاوتها وغزارتها، وغابات تنفرد باخضرارها في هذا الشرق الصحراوي، وكهرباء تفيض عن مستهلكيها فتباع الى الخارج مقابل عملات صعبة، ومرفأ ربط الغرب بالشرق وأمد العرب بمستورداتهم، وسكة حديد كانت تصل بيروت بالحجاز، مروراً بالشام وعمان. في أمكنة أخرى، تحلم شعوب العالم المتحضر بمستقبل لأجيالها المقبلة، وتخطط الحكومات لخمسين أو مئة سنة الى الامام، فيما نحن "الشعب العظيم" نحلم بالعودة 50 عاماً الى الوراء علنا نشرب مياهاً عذبة لا يختلط بها البراز، ونتنشق هواء غير مسرطن، ونتأمل جبالاً لم تبتلعها حيتان الكسارات وأطماع المسؤولين، وغابات تشع نضرة لا نار تأكل أخضرها واليابس، ونُصَدِّر او نستورد عبر مرفأ وفقاً للقانون من دون المرور بألف عمولة، ونأمن لما يدخل عبره من مواد استهلاكية وحياتية، ولا نخاف من تسلل بعضها الفاسد أو آخر انتهت صلاحيته، ونسير على طرق مضاءة ومنظمة، ونسهر الليالي على كهرباء من دون انقطاع، لا يُعكر هناءنا صراع "الديكة" على المفاضلة بين "الديجانتير" أو العداد، او يُمنِننا وصيُّ على "إسراء" أو "فاطمة غول" او يبتزنا احد عناتر المولدات. نحلم بالوصول الى أشغالنا ومقاصدنا بوسائط النقل العام الحديثة كالحافلات والقطارات التي كانت موجودة عندما تأسس لبنان - من دون محاصرتنا ساعات في زحمة لم يعد لها توقيت، أو الغرق في مستنقعات اول شتوة على طرق محفرة وفوضوية، على الرغم من تسديدنا كمكلفين فاتورة رواتب لعديد موظفي مصلحة سكك الحديد "الأثرية".نحلم بحماية أنوفنا ورئاتنا من روائح وانبعاثات غاز نفايات الموت البطيء، الذي تطالعنا اكوامها، عند مداخل المدن، وعلى المفارق، وحماية عيوننا وارواحنا من التلوث البصري والنفسي الذي فاق في "سويسرا الشرق" أكثر المدن تخلفاً في العالم. نحلم ببحر كان قبلة السياح الأجانب والعرب الهاربين من حرِّ الصحراء وقيظ الصيف، فحولته العمولات والصفقات والصناديق السوداء مكباً ومزبلة يرفع القبعة تحية لأترابه "المغدورين" نهر الليطاني وبحيرة القرعون المغمورين بالتلوث والامراض، وبقايا المصانع والبشر التي تغذي المياه الجوفية بكل صنوف الامراض والاوبئة المميتة، بسعر ليس أكثر من قلة ضمير مواطن متواطىء مع مسؤول. وطن سلَّمه الغريب المحتل الى حكام ودولة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم