السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

رحلة افتراضية من تدمر الى الموصل في "معهد العالم العربي" بباريس

المصدر: "النهار"
باريس- أوراس زيباوي
رحلة افتراضية من تدمر الى الموصل في "معهد العالم العربي" بباريس
رحلة افتراضية من تدمر الى الموصل في "معهد العالم العربي" بباريس
A+ A-

أحدثت التقنيات الرقمية ثورة في مجالات الحياة كافةً، وطالت منذ سنوات قليلة التراث المادي والعمارة، ومنها الصروح التاريخية المسجلة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأونيسكو الدولية. وتسمح هذه التقنيات بتوثيق الصروح والمدن واستعادة عناصرها الأصلية قبل تعرضها للنهب أو التدمير بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية. في هذا الاطار افتتح أخيرا في "معهد العالم العربي" في باريس معرض مدهش بعنوان "مدن تاريخية، رحلة افتراضية من تدمر الى الموصل".

يستعيد المعرض من خلال أحدث التقنيات الرقمية أربع مدن تاريخية في العالم العربي هي تدمر وحلب في سوريا والموصل في العراق ولبدة الكبرى في ليبيا، وهذه الأخيرة تملك صروحا نادرة من المرحلة الرومانية لكنها غير معروفة من الجمهور العريض إذا ما قورنت بصروح سوريا والعراق التي تتمتع بشهرة عالمية.

المعرض رحلة في الماضي والحاضر والمستقبل، وقد اختيرت هذه المدن لما تمثله من تراث معماري وفني وبشري فريد من نوعه، ولأنها، كما هو معروف، تعرضت لتدمير منظم بسبب الحروب المشتعلة في العالم العربي اليوم.

وكانت المسؤولة عن المعرض في "معهد العالم العربي" أوريلي كليمونت روز، قد صرحت للصحافيين يوم الافتتاح، بأن من أهداف المعرض تعريف الجمهور الفرنسي من خلال أشرطة الفيديو والعروض على شاشات كبيرة، بما يحصل لهذه المدن التاريخية في مناطق النزاع، كما أن "المعهد" يعي ضرورة العمل على الحفاظ على تراث العالم العربي الأثري لما يمثله من قيم حضارية وفنية، وخصوصاً أنه يشهد على تعاقب سلسلة من الحضارات منذ سومر وبابل مرورا بالحضارتين الرومانية والبيزنطية الى الحضارة العربية الإسلامية.

من جهة أخرى، يعكس المعرض التعاون بين "معهد العالم العربي" والمؤسسات الفرنسية والعالمية في مجال التقنيات الرقمية وفي مقدمها شركة "إيكونيم" Iconem المتخصصة في استخدام التقنيات الحديثة لتوثيق التراث الأثري. وكانت هذه الشركة الفرنسية قد قامت، بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، بمسح جوي أظهر كل المباني المدمرة في تدمر. ويتولى رئاسة "إيكونيم" إيف أبولمان، وهو مهندس معماري يعرف سوريا جيدا وغيرها من دول الشرق الأوسط كإيران وأفغانستان وباكستان. وهو أدرك ضرورة توثيق تراث سوريا المهدد. من هنا أسس هذه الشركة التي عملت في البداية على جمع صور الأبنية من المصادر المتوفرة، وبعد ذلك جرى تصوير الأبنية كما هي في الوقت الراهن مما سمح بإنجاز صور ثلاثية الأبعاد للصروح والمواقع التي نشاهدها في المعرض.

من تدمر الى مدينة الموصل التي نراها كما تبدو من السماء: مدينة تاريخية حافظت على نسيجها العمراني عبر العصور قبل خضوعها لتنظيم "داعش". أشهر جوامعها جامع النوري ومئذنته الملتوية، وقد شيد في القرن الثاني عشر ودُمّر في شهر حزيران من العام الماضي. وفي المعرض نشاهد هذا الصرح كما كان في الماضي وكما يبدو اليوم وكما سيكون عليه في المستقبل في حالة إعادة الإعمار.

أخيراً، مدينة لبدة الكبرى الليبية، هي، بعكس تدمر وحلب والموصل، لم تتعرض للهدم، لكنها حاضرة في المعرض بصورة جميلة لأنها مهددة بالسرقة والإهمال وتقدّم البحر نحوها. وهي إحدى أجمل المدن الرومانية في العالم بحسب علماء الآثار، وأكثرها صموداً حتى الآن.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم