السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ما القصة وراء المثل الشهير "مسبّع الكارات"؟

جاد محيدلي
ما القصة وراء المثل الشهير "مسبّع الكارات"؟
ما القصة وراء المثل الشهير "مسبّع الكارات"؟
A+ A-

كثيرة هي الأمثال التي نستخدمها يومياً في حياتنا من دون أن نشعر، فهي أشبه بالعادات والتقاليد التي تناقلتها الأجيال عبر التاريخ ومن دون أن نعلم حتى المعنى الحقيقي والقصة التي تقف وراءه. ومن بين هذه الأمثال يُستخدم في لبنان خاصة مثل "مسبّع الكارات" ويقال في حالات محددة للدلالة مثلاً على الشخص المحترف والذي يستطيع العمل في عدة مجالات ومهن مختلفة أو يمكن إستخدامه للدلالة أيضاً على الشخص الذي يقوم بالكثير من التصرفات السيئة التي لا تعد ولا تحصى يجني المال الكثير من غير أن يعرف أحد من أين اكتسبه، أو حتى تقال للشخص الذي يدخل في علاقات غرامية متعددة مع عدة نساء وله تجارب كثيرة في الحب والهوى، فيقال: "هذا الرجل مسبّع الكارات". فما هي هذه الكلمة وما هي الكارات السبعة؟

هذا المثل بيروتي الأصل وقديم، كان يضرب للدلالة على كثرة الكارات التي كان البعض يقوم بها في حين أن نتائجها المالية لم تكن كبيرة أو كافية والكار يقصد به الحرفة أو الصنعة، أما كلمة مسبّع فهي مرتبطة برقم سبعة، أي سبعة مهن غير مربحة. الآن بالتأكيد تغير معنى المثل وبات يستخدم في معان أخرى كما استُعمل في الأغنيات الدارجة للدلالة على الرجل المحنك و"النسونجي"، لكن أيضاً ما زال يقصد به في بعض الأحيان كما ذكرنا الشخص الذي يعمل في عدة مهن. فما هي هذه المهن تحديداً التي تحدث عنها المثل والتي لا تعود بفائدة مالية الى صاحبها؟

أحصى المؤرخ البيروتي المحامي عبد اللطيف فاخوري هذه الكارات، وهي كالتالي:

1. مق المقساسكانت أشجار المقساس كثيرة في رأس بيروت. وتحمل أثمارها بشكل عناقيد العنب، التي تبقى على فروعها حتى أواخر شهر آب فتقطف وتوضع في وعاء لتبدأ المقمقة في الفم (أي سحب السائل من الثمر وإفراغه في الوعاء). ثم يضاف إلى السائل شراب رمان حلو ومادة الغليسرين وملعقة من الزرنيخ وملعقة من النيل لإعطاء المزيج اللون الأخضر ثم يضمون كل خمسة قضبان من الزيتون معاً (جرزة) ويغطسونها في السائل (الدبق) أربع مرات يومياً لمدة ثمانية أيام.

2. صلي الدبقيعلق الرجل الجرزات المغطسة في الدبق على الأشجار فتصبح كالفخ يحط عليها العصافير فتلزق بها.

3. السقسقةأي ترديد صوت "سق... سق..." تقليداً لصوت الطائر المعروف بأم صفيدة أو طائر الدخن لجلبه إلى أمكنة تعليع جرزات الدبق.

4. الدق على المسحورة (المنجيرة): وهي قصبة فارغة وفيها فتحات ينفخ فيها الرجل ألحاناً مختلفة.

5. كش الحمام: وهي هواية لها تقاليدها وعاداتها تقضي بكش الحمام وكان البعض يعمل بها.

6. بيع جيزان ذهب في باب ادريس: كانت أوراق التوت منتشرة في بساتين بيروت وأوراق التوت طعام دود القز. راجت تجارة الحرير من خلال تربية الديدان في أقفاص تصف طبقات، وكانت الشرانق تجمع في فصل الربيع وتباع للمعامل التي كانت تحل الشرانق. وكانت الجيزان التي تستخرج من الشرانق تباع إلى الصيادين الذين يعتبرون الجيزان الطعم المفضل للأسماك. وقيل إن المقصود بيع جيزان ذهبية، وهذه الجيزان لها أجنحة مذهبة كنا صغاراً نضعها في علب الكبريت ونربطها بخيط ثم نطيرها. ويعتقد أن هذه الحرفة هي المقصودة لأن مردودها المادي أقل من مردود بيع جيزان دود القز.

7. إنزال الخضار إلى المدينة: أي إلى السوق في وسط بيروت.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم