الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

صدى الملاعب

سمير عطاالله
Bookmark
صدى الملاعب
صدى الملاعب
A+ A-
أمضيت في البحرين أربعة أيام أقارن مع لبنان. طرق أكثر نظافة من طرق سويسرا، أعرض من طرق اميركا، وجسور أسرح من جسور الامبراطورية الرومانية. وليس على طريق، أو شارع، أو رصيف، ورقة، او فراغة، او بنطلون عتيق. ووحده تعالى يعرف كيف وأن يخبئ البحرينيون فضلات البشر وجثث الابقار النافقة.قبل ان تهم الشمس بالغياب، تضاء البحرين بمبانيها العالية مثل مهرجان من الالوان. وتبقى مضاءة إلى أن يؤذن لفجر اليوم التالي، وقيام الناس إلى نهار جديد، ليس فيه قتل عمد على الطرق، ولا مجرمون يطاردون الشبان المسالمين طعناً ورصاصاً وهمجية، مطمئنين الى انشغال القانون!وليس في البحرين، التي أرضها في الأساس، غبار ويباب، شجرة إلا من زرع الناس، والآن خضارها من عندها، ومياهها – مياه البحرين – العذبة تُستخرج حتى من قلب البحر. والناس لا تشتُم تأخر سائق الصهريج كلما ارادت الاستحمام في الصيف.وتبحث الشيخة "مي الخليفة" أميرة الثقافة في هذا البلد الصغير، عن كل بيت قديم فيه شيء من أثر التاريخ، تضمه الى التراث مهما كان بسيطاً. وقد أخبرتها أن أحد وزراء الثقافة في الديار اللبنانية أدار ظهره للتاريخ ولجميع أهل الذوق، وحوَّل مدرسة القانون الرومانية، الى طابق سفلي في وَسَط البلد وقلب الجمهورية.وقد يقال، لمَ لا، فالبحرين خليج والخليط نفط. وهذا صحيح بقدر القول لبنان قمح. البحرين مثل دبي، مثل عُمان، نقلتها الإرادة والرؤية من المحل إلى الازدهار. وسلطان عُمان بنى لشعبه المساجد موحدة – لا سنة ولا شيعة – وقال لهم من لا يعجبه ذلك فليصلِّ في بيته. والصحيفة التي رفعت الاعلام المذهبية في البحرين أغلقت: لا عبث في أمن الناس وسلامة البشر.مساحة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم