الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جاكلين سوفاج رمز المعنّفات في فرنسا... الضحايا يرفعن الصوت

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
جاكلين سوفاج رمز المعنّفات في فرنسا... الضحايا يرفعن  الصوت
جاكلين سوفاج رمز المعنّفات في فرنسا... الضحايا يرفعن الصوت
A+ A-

لبت سيدات معنّفات نداء الممثلة موريال روبان للتجمّع السبت الماضي أمام قصر العدل في باريس، لرفع الصوت عالياً ضد العنف الزوجي. "نريد أن تُسمع قصص هؤلاء الضحايا"، قالت روبان.


كان الحضور نسائياً بمشاركة ذكورية "خجولة". حملت بعض النساء المذياع للحديث عن معاناة لا سابق لها مع أزواجهن العنيفين جداً. لكن اللافت أن نورا، ابنة إحدى النساء المعنّفات، اخترقت الجموع وصعدت على كومة إسمنت لتروي مأساة أمها: "بدأ مشوار العنف مع أمي بقيام والدي بصفعها". وأكملت وهي تصرخ: "لم يكتفِ بذلك، بل عمد إلى استخدام الماء الساخن في إبريق الشاي لرميه في وجهها وإيذاء بصرها".

لن أكون ضحية بعد اليوم موريال روبان هي المرأة التي لعبت دور جاكلين سوفاج، التي أقدمت على قتل زوجها العنيف في العام 2012، بعد معاناة منه على مدى 47 عاماً لم تخل من اغتصابه ابنتيه". جاكلين سوفاج (69 عاماً)، نالت عفواً رئاسياً خاصاً من الرئيس السابق فرانسوا هولاند في العام 2016، وأضحت رمزاً لنضال المرأة المعنّفة في فرنسا ومحيطها.

أرى نفسي "جاكلين سوفاج"

روبان أدت دور سوفاج، في فيلم بعنوان: "جاكلين سوفاج: إما هو وإما أنا"، من إخراج إيف رينيه، وبثته شاشة "TF1"، وتابعه نحو 8 ملايين مشاهد.



وكشفت في مقابلة أجراها معها الصحافي داني جوكو في مجلة "باري ماتش" الأسبوعية أنها "عانت من عنف لفظي من شريكها". وروت أنها "لم تتعرض للضرب منه، بل رضخت إلى هذا النمط من العنف نحو 10 أعوام لأنها كانت تخاف أن تجد نفسها وحيدة من دون أي رجل"، مشيرة الى أنها "عاشت 10 أعوام في علاقة تشوّه كياني".

وحذرت "النساء من مجموعة من الرجال الذين يعمدون إلى مقاربة امرأة تعيش في هاجس التشوّه الذاتي في الشعور بدونية الأنثى داخلها"، مشيرة الى "أنني عانيت من هذا الشعور، الذي تملّكني لمدة طويلة، وجعلني قابلة للخضوع إلى عنف لفظي حطّمني الى أقصى الحدود".

التغيير من الداخل

وعما إذا كانت تجرؤ على التعبير عن غضبها حيال العنف الممارس في حقها قالت روبان: "لست في الأصل امرأة عنيفة. لكنني لجأت مرة الى ضرب الحائط بيدي. اعتمدت مراراً هذا الحل لأتفادى التعبير عن غضبي، أو حتى لأحبس دموعي أو حتى لأمنع نفسي من البكاء...".

وعانت روبان من انهيار عصبي، وتكرر ذلك معها أربع مرات، وقالت: "دخلت للعلاج في مستشفى متخصص للأمراض العصبية في ألمانيا. هناك أدركت أنه عليّ الاهتمام بنفسي". لكن القدر شاء أن "تلتقي بامرأة تدعى آن (حنة بالعربية)، ودخلت حياتها لتكون شريكتها منذ 12 عاماً...".

الجدل مستمر...

في المقلب الآخر، لم يتعاطف بعض الفرنسيين مع قضية جاكلين سوفاج، ولم يترددوا في انتقاد هولاند لإصداره قرار عفو رئاسي عنها. لذلك، يتداول المجتمع الفرنسي على صفحات بعض الجرائد المحلية مضمون أطروحة دكتوراه في علوم الفلسفة في جامعة هارفرد لمانون غارسيا، والتي نشرتها في كتاب صادر عن منشورات دار "كليمان" الفرنسية بعنوان "المرأة لا تولد خاضعة، بل هي تتحول الى كائن خاضع".

حاولت غارسيا السير على خطى سيمون دي بوفوار، أحد رموز حركات تحرر المرأة المهمة، إضافةً إلى كونها كاتبةً فرنسية بارزة وناشطة فكريًّا وسياسيًّا، في دعوتها إلى فهم عميق لواقع قبول المرأة وبصورة طوعية الرضوخ لسلطة الرجال لكي يبنى على هذا التحليل مقتضاه".

وتناولت في كتابها، الذي يتضمن مضمون الأطروحة، ضرورة تبني حوار بناء حول الإرادة الحقيقية للمرأة في تقرير ما ترغبه في حياتها، ما يمهد لرفض حالة استضعاف الأنثى ومحاولة تدجينها في بعض المجتمعات.


وأعادت هذه الرغبة في الخضوع لدى الانثى إلى المقاربة الكلاسيكية للعلاقة مع الرجل، الذي يبذل قصارى جهده لإيقاع المرأة في مصيدة حبه. ودعت الى علاقة ندّية بين الرجل والمرأة من دون اللجوء الى سلطة "ما" من الذكر عليها، لأن هذا الرابط يمهّد لثوابت قائمة على الاحترام المتبادل بين الثنائي.

واعتبرت أنه "حان الوقت لوضع حدٍّ فاصل لخوف النساء من هيمنة الرجال، والعمل على تفعيل القوانين الداعمة للمرأة والمساواة بين الجنسين".

[email protected]


Twitter:@rosettefadel

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم