ما الذي أضمره الحريري من خلال تحديده مهلة زمنية للتأليف؟

في المبدأ، يبدو الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري من خلال الخطوة المفاجئة التي أقدم عليها في الاسبوع المنصرم عبر تحديده مهلة زمنية (عشرة ايام) لاستيلاد الحكومة المنتظر ولادتها منذ نحو خمسة اشهر، كأنه يضع نفسه امام تحدٍ كبير غير مضمون النتائج والعواقب.وما يكرس هذا الأمر ان العديد من القوى السياسية المعنية مباشرة بمسار التأليف ومخاضاته الصعبة، ما فتئت مقيمة عند اعتقاد مبدئي مفاده ان يمين الرجل (اي الحريري) لا تقبض جدياً على معطى عملي يشكل متكأ ثابتاً من شأنه ان يضمن له الوفاء بالوعد الذي اطلقه والعهد الذي اعطاه.أما في التفاصيل الأعمق والخلفيات الأبعد للأمر، فان لدى متصلين بدوائر التحليل والقرار في "حزب الله" قراءة اخرى لأبعاد هذا الوعد الذي بدا الحريري حازماً وهو يطلقه خلال إطلالته التلفزيونية الاخيرة، وشكل حدثاً مدوياً حرّك الجمود الذي ران على بحيرة التأليف خلال الاسابيع الماضية.مبتدأ هذه القراءة الآتي: الآن هي اللحظة الانسب والانضج التي على الرئيس المكلف ألا يفوّتها اطلاقاً للخروج من لعبة المماطلة وفيض الوعود الايجابية التي اضطر الى ان يقدمها سابقاً بشكل متكرر لكي يبعد عن نفسه تهمة المماطلة...