في ختام "أيام قرطاج الموسيقية"... "دمعة شجن في غياب حسن الدهماني" (صور وفيديو)

تُرفع القبّعة لمهرجان "أيام قرطاج الموسيقية" في دورته الخامسة التي تربعت عبرها مدينة الثقافة على عرس فنّي ضمّ مختلف الثقافات الموسيقية، فتأكد أنّ تونس تستحق ان تكون سفيرة لفنّ الزمن الجميل. أمسية الختام حملت اسم الفنان التونسي حسن الدهماني الذي صادف مرور 40 يوماً على وفاته جراء تعرّضه لحادث سير.

أهدى المهرجان دورته الى روح الدهماني، مقدّماً في أمسيته الأخيرة ريبرتوارا فنياً منوّعاً تحية لروح الراحل تحت شعار: "دمعة شجن في غياب الحسن".

وتزامناً مع نهاية فاعليات المؤتمر، أوضح وزير شؤون الثقافة التونسية محمد زين العابدين لـ"النهار" أنّ "المهرجانات التونسية متعددة جداً، و"أيام قرطاج الموسيقية" من المواعيد المهمة لنا بالنسبة الى الموسيقى"، لافتاً إلى أنّ "خصوصية هذه الدورة تتمثل في توجهها إلى الفئة الشابة من خلال تعريف الشباب الى أنماط موسيقية متعددة، وهذا مهم جداً". وأضاف: "إدارة المهرجان شابة وبالتالي الأنماط الموسيقية المقدّمة موجّهة للشباب والابداع الفني وهو ما شاهدتموه منذ افتتاح فاعليات دورة المهرجان، ونتمنى ان تكلل بالنجاح خلال هذه الأمسية".

أما مدير المهرجان أشرف الشرقي فعبّر عن سعادته لانجاز مهمته على أكمل وجه، وقال: "أمامنا تحديات كثيرة وأفكار جديدة ورؤية للمستقبل وتكنولوجيا نرغب في نقلها إلى المشاريع الفنية المقبلة"، مشيراً إلى أنّ "هذا ليس سهلاً بطبيعة الحال، وعندما تواجه التحديات من الطبيعي ان تخرج العديد من الانتقادات"، موضحاً في هذا الشق أنّ لا مبرر لامتعاض عدد من الفنانين جراء عدم دعوتهم: "المهرجان ليس حكراً على أحد، بل على العكس يجب ان ينظر الفنانون إليه على أنه عرس فني ولا ينتظروا دعوة من أحد. وليتذكروا أنه يجسد صورة عن بلدهم".

استهلّ الحفل الذي حضره "عرّاب" المهرجان الفنان صابر الرباعي ووزير الثقافة التونسي وفاعليات فنية وثقافية وإعلامية بفيلم تكريمي للدهماني عرض خلاله نبذة عن الراحل وأرشيفه الفني، وكان تأكيد لعبارة "يرحل الجسد ويبقى الصوت"، لينطلق المايسترو عبد الرحمن العيادي بقيادته للفرقة الموسيقية مقدّماً معزوفة "الغياب" التي حملت توقيعه. بعدها قدّم الفنانون الأغنيات المهداة إلى الدهماني: "وينك يا حبي القديم" أسامة القاسمي، منيرة حمدي "نار الغربة" (كلمات وألحان حبيب محنوش وتوزيع محمد قريتلي)، أنيس لطيف "لا والله ما نسيت" (كلمات عبد الحميد بلحاج وألحان وتوزيع عبد الرحمن العياد)، أمير عبد الله في أغنية "الليل يا ليلى" للراحل وديع الصافي، أمال الغربي "ريحة البلد" للفنان محمد الجاموسي، فيما أدت الفنانة صفاء سعد خلال الأمسية أغنية أعدت خصيصاً للراحل بعنوان "يا أبو الحسن" كلمات جليدي لعويني وألحان عبد الرحمن العيادي وتوزيع سمير صغير. الأغنية التي حملت في مضمونها رثاء للراحل، دفعت بسعد إلى البكاء بعد أداء غنائها ولم تستطع السيطرة على مشاعرها، فقالت: "هو لا يزال في قلبي وقلوب الجميع، آمل ان تكون هذه اللفتة عربون وفاء وصلت إليه في الدنيا الأخرى".

الختام كان مع تكريم الرباعي بوصفه "عرّاب المهرجان" وتوزيع الجوائز على المشاركين في المسابقات الفنية التي انطلقت تزامناً مع بدء فاعلياته الذي استضاف أهم النجوم في عالم الموسيقى أمثال زياد الزواري، العازف التركي مراد سكريالي، والفنان العالمي لاكي بيترسون وطارق العربي طرقان والـ"دي جي" العالمي ديفيد فانديتا بالاضافة إلى فرقة الفن الملتزم وأمسية خاصة بالعود وغيرها من ورش العمل الفنية التي عقدت من 29 أيلول الفائت إلى السادس من الشهر الجاري.