الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اشكال الفرزل... "القوات":قمع للحريات والضاهر: الموقع وليس النصب بذاته

المصدر: زحلة- "النهار"
اشكال الفرزل... "القوات":قمع للحريات والضاهر: الموقع وليس النصب بذاته
اشكال الفرزل... "القوات":قمع للحريات والضاهر: الموقع وليس النصب بذاته
A+ A-

تفجر الخلاف القائم منذ اسابيع بين "القوات اللبنانية" في الفرزل من جهة وبين النائب ميشال ضاهر من جهة ثانية على خلفية الموقع الذي اختارته القوات لاقامة نصب تذكاري لشهداء "المقاومة المسيحية" واعتراض النائب ضاهر على الموقع لما سيستتبعه من تجمعات بمحاذاة منزله الوالدي ومنزل نجله، مواجهة بين الطرفين بعد منتصف ليل السبت – الاحد، لدى أحضار المعدات لتركيب النصب ونزول النائب ضاهر شخصيا لتوقيف الاعمال، تدخل على إثره الجيش واوقف 6 من شباب القوات اللبنانية، "بعد تصادمهم مع الجيش" على ما يقول ضاهر، فيما تقول "القوات اللبنانية" ان نجل ضاهر اطلق النار فوق رؤوس شبابها خلال تجمعهم، ولم يتم توقيفه، فيما تم توقيف شبابها العزل.

في بداية القصة ان "القوات اللبنانية" في الفرزل ارادت ان تقيم نصبا لشهدائها في الفرزل، هو عبارة عن لوحة رخامية كتب عليها " تخليدا لذكرى شهداء المقاومة المسيحية"، على قطعة ارض بشكل مثلث قرب بستان يفصل بينها وبين المبنى الذي يضم المنزل الوالدي للنائب ضاهر ومنزل نجله جورح مجرى مياه، وقد اخذت القوات موافقة خطية من مالكين للعقار وهم "جوزف حنا واخوته يملكون ثلثي العقار، ناجي هيكل وشادي حنا"، ورد الى البلدية في الثالث من آب الفائت، وبناء عليه حصلت القوات على موافقة البلدية، وبدأت بتحضير الارض. يقول رئيس بلدية الفرزل ملحم الغصان بان موافقة البلدية كانت مشروطة بعدم إعتراض اي من الاهالي. ولكن في السادس من ايلول الفائت ورد الى البلدية إعتراض من قبل "بعض مالكي العقار والاشخاص المقيمين بجواره على إقامة النصب"، كما ورد في كتاب بلدية الفرزل الى محافظ البقاع كمال ابو جودة في 8 ايلول الفائت تطلب فيه من المحافظ "وقف اعمال اقامة النصب لان من شأنه خلق المشاكل والاستفزازات بين عموم اهالي الفرزل".

فبدأت المفاوضات بين "القوات اللبنانية" من جهة والنائب ضاهر الذي هو في اساس الاعتراض من جهة ثانية، عبر وساطات.

يقول طارق ابو انطون عضو مكتب التخطيط الاستراتيجي في حزب "القوات اللبنانية "الذي التقته "النهار": "سعادة النائب لا يريد نصبا في الفرزل، هو يتلطى بان ليس لديه مشكلة، ولكن قدمنا له حلولا متعددة من خلال عدة وسطاء، لم يقبل باي منها، حتى شقيقه عبدالله دخل في الوساطة ولم يتجاوب معه".

ولدى سؤاله هل يعترض النائب على موقع النصب ام على النصب بحد ذاته؟ اجاب: "هو يقول انا لست ضد النصب، انا ضد الموقع. بينما ما يجب الاضاءة عليه انه كان على علم بالنصب، والاشغال قائمة على الارض، البحص موجود والجرافة تعمل، وجدران الدعم يتم تشييدها، واصحاب الارض اعطونا موافقة خطية رغم الضغوط التي مورست على احد المالكين لكونه موظفا لدى ضاهر لكنه لم يرضخ، واخذنا موافقة البلدية التي هي منحتنا هذا الدعم وساهمت في الاشغال، اي ان الامور ليست مخفية، إنتظر حتى قطع الامر ثلاثة ارباع الطريق، اي انه ورط الناس، حيث باتوا جميعا يعرفون ان هذا النصب سيقام في مكانه".

ويتابع: "عندما شعرنا بان القضية ستكبر، نحن لم يكن هدفنا إستفزاز النائب ميشال ضاهر، بل هدفنا تكريم شهدائنا. ولكن كما إتضح بالامس ان الحريات قمعت بالامس في الفرزل. والدليل ان كل اوراقنا قانونية، وفوق كل ذلك جنح النائب ضاهر بالامس، بسيارته الشخصية باتجاه مسؤول "القوات اللبنانية" في الفرزل يوسف سيدي وكاد ان يكسر له ساقه، واطلق نجل ضاهر مشطين كاملين من كلاشينكوف فوق رؤوس الشباب. وقد حضر النائب ضاهر مع زلمه مدججا بقوى امنية طويلة عريضة. اصبحت قضية قمع للحريات، ضُرِب 7 شبان من الفرزل، 6 منهم موقوفين. والذي اشعل الموضوع هي الطريقة التي تصرف فيها شقيقه عبدالله، الذي كان وسيطا بيننا وبين النائب ضاهر، لانه شخص قريب منا وكنا نحترمه، فوجئنا بانه وصل وراح يشتم الشبان بعبارات نابية وصفع يوسف سيدي. هل تستقوي بالقوى الامنية على ابناء بلدتك لتقمعهم؟ يوجد عدة احزاب في البلدة، قدموا شهداء، وجميعهم اقاموا لهم النصوب، القوات منعت من تكريم شهدائها، والدليل اننا لم نعرف لماذا لم يوقف نجل النائب ضاهر، ولماذا اوقف شبابنا في غياب قرار قضائي بالتوقيف".

في المقابل يؤكد النائب ضاهر ل "النهار" بان أعتراضه ليس على النصب "الذي تبرعت بثلث تكلفته البالغة 7500 دولار الى مسؤول القوات اللبنانية جورج حنا المعروف بابو عمّار"، لافتا بان "من سيتم تكريمهم هم "شهداء الفرزل واحدهم قريبي روكز ضاهر، وليس لدي اي اعتراض على القوات اللبنانية، هم يأخذون الموضوع الى مكان آخر. كل ما اريده هو ان يختاروا موقعا آخر للنصب فانا لا اريد تجمعات امام منزلي، حتى لو كان تمثالا لمار شربل". ويضيف قلت لهم: "إختاروا القطعة التي تريدونها، هذا شيك مصرفي ب 50 الف دولار اختاروا قطعة ارض بمساحة 500 مترا واقيموا النصب فوقها، وامنوا المواقف للسيارات، لكنهم اصروا على الموقع. كذلك تحدث معهم رئيس البلدية بان يختاروا اي موقع تابع للبلدية، وسيوافق المجلس البلدي عليه، لكنهم اصروا على الموقع". هذا وقد نفى ضاهر بان يكون نجله قد أطلق النار على المتظاهرين، واكد بانه مستعد لتسليمه للجيش لو فعل ذلك. كما نفى تعرضه لمسؤول القوات في الفرزل وقال "هؤلاء اولاد الفرزل، هؤلاء اولادي، فهل اتصادم معهم لكن الشباب يتم حقنهم".

لكن كيف وصل الامر الى التصادم على الارض؟

يروي ابو انطون "كنا قد قررنا ان نضع النصب مكانه عند السابعة من صباح اليوم، وصل الخبر الى النائب ضاهر فقام بالضغط على سائق الرافعة ومنعه من انجاز العمل، فاضطررنا الى تغيير التوقيت، واستخدمنا ونشا آخر. الاشكال وقع في الموقع عندما قرر الشبان ان يضعوا النصب، حضرنا مع النصب لنفاجأ باطلاق النار فوق رؤوسنا، بعد دقيقتين حضر النائب ميشال ضاهر". نافيا الخبر "الذي جرى تسريبه الى احدى المحطات التلفزيونية عن ظهور مسلح للقواتيين".

لم ينف النائب ضاهر ل "النهار" بانه ضغط على صاحب الرافعة لكنه يقول بانه إنما فعل ذلك "تلافيا للشر وللصدام". ويضيف بانه حصل اجتماع في منزل رئيس البلدية ملحم الغصان قبل وقوع المواجهة حيث اكدوا له بانهم لن يرفعوا النصب الليلة وتم التوافق على اجتماع موسع عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، "نيمونا على حرير وباشروا بتثبيت النصب عند الثانية والنصف من بعد منتصف الليل، فاعترضهم حرس منزلي، واتصلوا بي فاتصلنا بالجيش، وتصادموا مع الجيش".

من جهته يؤكد رئيس البلدية ملحم الغصان انعقاد إجتماع في منزله شارك فيه منسق القوات اللبنانية في زحلة ميشال تنوري ومسؤول القوات في الفرزل يوسف سيدي، إستمر حتى الاولى من بعد نصف الليل، وجرى التوافق فيه على ان يعقد اليوم اجتماع عند الحادية عشرة يضم الى القوات اللبنانية النائبين قيصر معلوف وميشال ضاهر. مضيفا انه بعد نصف ساعة تجمعوا لوضع النصب.

من جهته أوضح منسق القوات اللبنانية ميشال تنوري بانه خلال الاجتماع في منزل رئيس البلدية، "ابلغناهم بانه كي نحفظ حقنا ولامكانية ان يلغي محافظ البقاع الورقة القانونية التي بحوذتنا نهار الاثنين، بناء على طلب رئيس بلدية الفرزل وقف الاشغال، سنضع النصب مكانه قبل الثنين، ومن بعدها اذا اتفقنا على موقع آخر نحن على استعداد لنقله. وقد اخترنا التوقيت ليلا لنخفف من المشكلات".

موضحا بان "الشباب فوجئوا باطلاق نار لدى وصول الرافعة لوضع النصب. معربا عن إعتقاده بان إطلاق النار كان استدراجا للقوى الامنية وللجيش للتدخل". مشددا على انه

"لم يكن يستحق شبابنا هذا للتوقيف. مطالبا بتوقيف مطلق النار واطلاق سراح مسؤول القوات اللبنانية في الفرزل الذي لا يزال موقوفا فيما اطلق رفاقه الخمسة".

في هذه المواجهة دخل النائب قيصر معلوف طرفا ثالثا، عبر سعيه والنائب ضاهر مع قائد الجيش الى اطلاق سراح 5 من الشباب القواتيين الذين كان الجيش قد اوقفهم ليلا، على ان يبقى أحدهم موقوفا لضربه عسكريا. والنائب قيصر معلوف كان قد حضر قبل وقوع الصدام وجال مع مسؤول القوات الللبنانية في الفرزل بسيارة ابو انطون للاطلاع على موقع النصب، ومن ثم عاد بعد وقوع الصدام والتقى النائب ضاهر، فما كانت نتيجة وساطته؟ يقول معلوف ل "النهار" في اتصال معه "ان لنصب الشهداء رمزية، ولا احد ضده، بل واجبنا ان نرفعه على الرؤوس". مشيرا الى ان النائب ضاهر كان متجاوبا وكل ما يريده هو ابعاد النصب 10 الى 15 مترا بعيدا عن مدخل منزله.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم