مصر على ألسنة النيران... حريق هائل يلتهم قرية بالوادي الجديد والخسائر فادحة

ليلة عصيبة قضاها المصريون بين ألسنة النيران، بعد الحريق الهائل الذي نشب في قرية الراشدة بمحافظة الوادي الجديد، وتسبب في دمار هائل وإصابات عديدة، بعدما استمر لما يقرب من 15 ساعة.

وكانت البداية بنشوب حريق مساء أمس الجمعة في إحدى مزارع النخيل بقرية الراشدة، فامتدت ألسنة النيران إلى مساحات كبيرة من أشجار النخيل، لتتحرك قوات الحماية المدنية والإطفاء تجاه موقع الحريق بسيارات محملة بالمياه، إلا أن سرعة الرياح في المحافظة الصحراوية ساهمت في انتشار ألسنة اللهب لتصل إلى المناطق السكنية، وضربت جميع منازل القرية والنخيل الموجود في محيطها.

وتعدّ قرية الراشدة إحدى قرى محافظة الوادي الجديد، ويبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة، وتشتهر مثل باقي قرى الوادي الجديد بوجود النخيل والتجارة في التمر والبلح، حيث يحيطها النخيل من 3 جهات مختلفة.

فور اشتعال النيران بشكل غير مسبوق، لجأت قوات الحماية المدنية والإطفاء إلى زيادة عدد السيارات ليتم الدفع بـ30 سيارة و50 سيارة إسعاف و9 سيارات محملة بالمياه وماكينات بحاري ونقالي لسحب وضخ المياه من القنوات المائية، إلا أن الأمر لم يفلح في السيطرة على الحريق بسبب سرعة الرياح وانتشار النيران بشكل كبير، ليتم اللجوء إلى إطفاء الحريق بالطائرات الهليكوبتر، من خلال الاستعانة بالقوات المسلحة التي دفعت بـ4 مروحيات للسيطرة على الحريق.

خسائر قرية الراشدة كانت فادحة بعد أن وصل عدد المصابين إلى ما يقرب من 100 فرد، بالإضافة إلى احتراق حظائر مواشٍ، وكانت الخسارة الأكبر من خلال فقدان الثروة الزراعية جميعا وتفحم 20 ألف نخلة على مساحة 150 فداناً.

خسائر الراشدة وشدة ألسنة النيران، دفعت كلا من اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتور عز الدين العباسى رئيس المعمل المركزى لبحوث النخيل بوزارة الزراعة، للوصول إلى القرية صباح اليوم السبت، حيث تفقدوا موقع الحريق وآثاره، من أجل التوصل إلى الطرق اللازمة لحماية مزارع النخيل من الحرائق والآثار البيئية السلبية.

وأكد اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، أن الحريق يعدّ الأكبر في تاريخ المحافظة، حيث امتد على مساحة 150 فدانا، وكان الطقس السيئ ونشاط الرياح سببا رئيسيا في زيادة صعوبة السيطرة على الحريق، مشددا على أن مكتب رئيس الجمهورية المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء تواصلا معه أكثر من مرة للاطمئنان على السيطرة على الأمور، بالإضافة لتعليماتهما بتشكيل لجنة لحصر الأضرار والخسائر وتعويض المتضررين مالياً.

كما قرر المحافظ، إلغاء الاحتفالات التي كان من المقرر انطلاقها اليوم وأمس، في العيد القومى للمحافظة، واحتفالات ذكرى انتصارات 6 أكتوبر، بسبب الحريق والخسائر التي لحقت بالمحافظة.