الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"داء الفيل" أرهق محمد... العلاج مكلف والأوضاع صعبة

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
A+ A-

في أزقة صبرا، شاب يعيش مع زوجته الرومانية، داخل منزل صغير يؤويهما مع ولده ووالديه وشقيقيه... سبعة أشخاص يتقاسمون الحياة في غرفتين، فقر ومرض ثالثهما الأمل... فمع محمد الخوّاص ميزة يحلم بها الكثير من الشباب، ألا وهي سهولة الحصول على جنسية أوروبية، لكن قلة الإمكانات المادية تحول دون ذلك، لا بل دون تمكّنه من علاج رجله من مرض تسبب في تضخّمها، وقد زاد الطين بلّة اصابة رجله الثانية نتيجة وقوعه عن "السقالة"، الأمر الذي تسبب بتحطّم مفصله.

علامات استفهام

في غرفة الجلوس التي لا تتّسع لأكثر من ثلاثة أشخاص، استقبلنا محمد وزوجته يونيكا فالي ووالدته، اللتان بقيتا واقفتين للاستماع بعد ان ضاق المكان، للوهلة الأولى تعجّبت كيف لسيدة رومانية أن تترك بلدها لتقبل العيش في هكذا ظروف، سألتها ما الذي يبقيك هنا؟ وهل انت راضية عن هكذا معيشة؟ ضحكت قائلة: "منذ 17 سنة وانا اعيش هنا، هذا نصيبي، علينا بالصبر". لكن ما الذي اعجبها بمحمد كي ترتبط به؟ ردّت: "شعراته". وتشرح: "سنة 1997 سافر إلى رومانيا للعمل، تعرفت إليه وتزوّجنا، لكنّ إشكالاً حصل معه في العمل دفعه للعودة إلى لبنان، وبالتأكيد قدمت وابني معه".

كفى... تعبت

تشدد يونيكا (38 سنة) أن محمد (44 سنة) الذي يحمل الجنسية الفلسطينية شاب يحب العمل قبل ان تجبره الظروف على الجلوس، وقالت: "لم يكن هكذا، كان يعمل في شركة للألمينيوم، إلا أن وقوعه قبل سنوات عن علوّ 3 طبقات حال دون تمكّنه من إكمال مسيرته". يقاطعها محمد بالقول: "منذ أن ولدت ومعي مرض يسمى داء الفيل في رجلي، التي تتضخم مع مرور السنين حتى وصلت الى ما هي عليه الآن، مع العلم أني خضعت لعملية في عمر الـ16 سنة، وضعت سيخاً على أمل أن يتوقف نموّها، وقبل فترة قصدت الأونروا للعلاج، فأحالتني إلى مستشفى خاص على ان أدفع نصف تكلفة العلاج، وأنا معدم لا أملك المال، لذلك أطالب أهل الخير أن يقدموا لي المساعدة، فقدت تعبت كثيراً، حتى لا يمكنني أن أنتعل حذاء كباقي الناس".


بانتظار القدر

لكن لماذا لا يستخدم محمد الورقة التي يحلم بها معظم الشباب، ألا وهي الحصول على جنسية أجنبية؟ عن ذلك أجاب ساخراً: "إنجاز الأوراق وشراء بطاقات سفر يكلفان على الأقل 3000 دولار، وأنا لا أملك منها دولاراً واحداً، للأسف شقيقاي يصرفان على المنزل". وأضاف: "في حرب تموز قصدنا السفارة الرومانية لنسافر إلى بلد زوجتي، لكن رفض طلبي، فقرَّرتِ البقاء في لبنان الى جانبي، مع العلم انها منذ قدومها الى هنا لم تزر رومانيا ولو لمرة واحدة، تتواصل أحياناً مع عائلتها عبر الهاتف، بانتظار ان يجمعها القدر بهم".


لمن يرغب بمساعدة محمد يمكنه الاتصال على الرقم: 01857078

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم