من القلب الشرّير تخرج الشرور

إنّ يسوع، في معرض كلامه على الصلاة، يدعو الناس "أشرارًا"، فيقول: "إسالوا تُعطَوا، أطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتَح لكم... مَنْ منكم إذا سأله ابنه رغيفًا يُعطيه حجرًا، أو إذا سأله سمكة يُعطيه حيّة؟". ثم يُضيف: "فإذا كنتم، أنتم الأشرار، تعرفون أن تٌعطوا العطايا الصالحة لأولادكم، فكم بالأحرى أبوكم الذي في السماوات يمنح الصالحات للذين يسألونه" (متى 7:7-11).إنّ موقف يسوع من الناس يتّصف من جهة بالشفقة على الفقراء والمرضى وبالرحمة للخطأة التائبين، ومن جهة أخرى بالقسوة على المرائين. فيقول لمن يدين الآخرين ولا ينظر إلى ما في نفسه من عيوب: "لماذا تنظر إلى القذى في عين أخيك، والخشبة التي في عينك لا تفطن لها؟ أم كيف تقول لأخيك: دعْني أُخرِج القذى من عينكَ، وفي عينكَ أنتَ خشبة! فيا مرائي، أخرج الخشبة عن عينكَ أوّلاً، وعندئذ تُبصِر كيف تُخرِج القذى من عين أخيك" (متى 1:7-5). هذا القول يذكّرنا بما قاله يسوع للشيوخ الذين جاؤوا بامرأة أُخِذتْ في الزنى المشهود وسألوه عن رأيه في تطبيق شريعة الرجم عليها، فأجابهم: "من كان منكم بلا خطيئة...