إنجاز لبناني جديد: جائزة من NIH الأميركية لبحث البروفسور بيار زلوعة

مرة جديدة يُسجل لبنان إنجازاً علمياً لأطروحة بحث نجحت في استحواذ اهتمام معاهد الصحة الوطنية الأميركية NIH، وهي وكالة الخدمات الصحية الأميركية المسؤولة عن البحوث المتعلقة بالطب الحيوي والصحة، على رغم المنافسة العالية من كل أنحاء العالم. فما هذه الجائزة، وماذا يقول البروفسور اللبناني بيار زلوعة لـ"النهار" عن هذا البحث؟

يشرح الاختصاصي في علم الجينات والأمراض الوراثية في كلية الطب في الجامعة اللبنانية الأميركية بيار زلوعة أن NIH هي وكالة تُعنى بالبحوث الطبية الجدية، وقد تقدمت بأطروحة البحث (نموذج مختصر للبحث) في ظل منافسة عالمية شديدة، لا سيما وأن غالبية البحوث التي تستحوذ على هذه الجائرة تكون عادة من أميركا. وقد سجل لبنان إنتصاراً جديدا على صعيد البحوث العلمية والطبية، من خلال نيلي هذه الجائزة وهي كناية عن دعم البحث من خلال تمويله لمدة سنتين. وتكمن قوة الجائزة ان الباحث الرئيسي في لبنان وليس في أميركا كما العادة، وهذا دليل إضافي على قدرات لبنان البحثية والعلمية في مجال الطب.

يتناول طرح البحث إشكالية تأثير النزوح القسري على الإصابة وتطور السكري من النوع الثاني على اللاجئين. ولاحظ زلوعة ان "نسبة الإصابة بالسكري في لبنان الى ازدياد مستمر لا سيما عند الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 52 و60 عاماً. كذلك اطلعتُ على نسبة السكري عند اللاجئين السوريين ولمستُ حقيقة إرتفاعه عند الفئة العمرية بين 50 و60 لا سيما لدى النساء.

أثارت هذه النتائج الأولية استغراباً ودهشة عند البروفسور زلوعة، وفق معرفته وخبرته وما تُشير اليه الدراسات ان العامل الجيني يؤدي دوره في الإصابة بالسكري، لكن العامل البيئي أثبت تأثيراً واضحاً على إصابة السكري وتطوره عند اللاجئين. ويعود سبب ذلك برأي زلوعة الى "التغيير الغذائي، سواء نوعية الطعام او توقيته ونمط العيش الذي يؤثر على اللاجئين كما اللبنانيين".

تُشكّل هذه المعطيات الأولية للبحث لغزاً كبيراً، وهناك احتمالات كثيرة تفرض نفسها لا سيما بالنسبة الى ارتفاع نسبة السكري من النوع الثاني عند النساء اللاجئات أكثر من الرجال، ويعود ذلك الى اسباب كثيرة، منها النزوح القسري للاجئات، ولأن الثقل الأكبر يقع عليهن بالتربية في غياب أزواجهن... لذلك سنسعى من خلال هذا البحث الى دراسة هذا التأثير القسري على الإصابة بالسكري وتطوره عند اللاجئين بالتعاون مع وزارة الصحة.

استغرق الاختصاصي في علم الجينات والأمراض الوراثية سنة بكاملها لتحضير اطروحة البحث و4 أشهر أخرى لكتابتها وتقديمها الى معاهد الصحة الوطنية الأميركية NIH . وتعتبر هذه الجائزة شهادة لمدى جدية البحث اللبناني وقدرته على منافسة البحوث العالمية وفوزها بالتمويل على رغم منافسة البحوث الأخرى، وهذا وحده فخر للبنان.