الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

مستشفى للبشر أم للحجر؟

المصدر: خاص- النهار"
نيكول طعمة
A+ A-

يبدو أن الحق في العلاج والإستشفاء لم يعد مكفولاً للإنسان في بعض المستشفيات الخاصة التي يقصدها المرضى حتى المضمونين منهم، أو الذين يحملون بطاقة صحية تغطي فاتورة الإستشفاء مئة في مئة. ثمة حالات يجد فيها المرضى أنفسهم ضحية غياب الضمير المهني الذي يودي في غالب الأحيان بحياة إنسان، وهذا الأمر، كاد ينطبق على الشاب رواد ليو ساسين لولا استلحاق تم في الدقائق الأخيرة!


قصد ساسين "النهار"، ورفع الصوت عالياً بوجه مستشفى حرمه تلقي العلاج وهو بالكاد يلتقط أنفاسه، وهذا ما حصل:
كان الشاب البالغ 26 عاماً في وظيفته يوم 21 الجاري يخدم لدى فوج أطفاء مدينة بيروت حين شعر بوعكة صحية وآلام حادة لا تُحتمل في البطن. فسارع زميله إلى نقله إلى أحد المستشفيات الخاصة في منطقة حرش تابت لتلقي العلاج اللازم، فماذا حصل مع ساسين هناك؟
يروي أنه لحظة وصوله المستشفى، "دخلتُ الطوارئ مستغيثًاً بالممرضين والممرضات لإجراء اللازم من فحوص مخبرية وصور أشعة لمعرفة أسباب الأوجاع المتواصلة والمتزايدة". هو اطمأن إلى البطاقة الصحية التي يحملها والتي تغطي تكلفة الإستشفاء تغطية كاملة، لكن ما جرى معه كان مستغرباً، ويوضح: "اقتصر ما قام به الممرضون في الطوارئ على مدى نصف ساعة على تعليق "المصل" فقط وأعطوني مسكناً وتركوني اتألم، طالبتهم إجراء فحص دم وصورة أشعة ربّما نتوصل إلى معرفة سبب الأوجاع التي أعانيها، فقالت لي الممرضة: إذا أردت أن نجري لك فحص الدم، يترتب عليك دفع فاتورة بقيمة 350 ألف ليرة لبنانية". حاول ساسين اقناعها بدفع 200 ألف ليرة وهو ما تيسّر في جيبه مع حجز بطاقته الصحية ذات التغطية بنسبة 100% ريثما تتأمن الموافقة المتأخرة. لكن الأخذ والرد لم يؤديا إلى نتيجة مع العلم أن حاله الصحية تتفاقم، "بدأت أشعر أن شيئًاً ما يُمزقني من الداخل، وكان همّ الإدارة الوحيد تحصيل المال على حساب صحتي المتدهورة، وفي النهاية دفعت مبلغ 180 الف ليرة وفق الوصل الذي يحمل الرقم 136579، وذلك ثمن كيس المصل ودواء المسكّن، وهرعت مع زميلي إلى مستشفى المشرق في المنطقة عينها، الذي استقبلني وتعامل معي على أساس أني مضمون كما ذكرت. أخضعوني إلى كل ما يلزم من فحوص مخبرية وأشعة وتبيّن أن الزائدة انفجرت معي وبلغت نسبة الإلتهابات في جسمي 54% أي كنت في حال خطرة وفق تقريرالطبيب. خضعت لعملية جراحية أجبرتني على البقاء في المستشفى ثلاثة أيام، وبعدها خرجت من دون أن أدفع أي مبلغ، لأن البطاقة غطت الفاتورة كاملة".
يحمّل ساسين كل ما لحق به من أذى صحي ومعنوي إلى إدارة المستشفى التي "تعاملت معي على أساس أنني حجر لا بشر".


المستشفى متعاقد مع البلدية



وللتأكد من أن البطاقة الصحية التي يحملها ساسين الموظف لدى بلدية بيروت تغطي الإستشفاء كاملة، اتصلت "النهار" بمراجع مسؤولة في البلدية، فأكدت أن "البطاقة تغطي فاتورة الإستشفاء 100% للمستشفيات المتعاقدة مع البلدية و75 % للمختبرات. وتبيّن أن المستشفى الذي رفض معالجة ساسين متعاقد مع البلدية، وأكد المسؤول أن "حال ساسين يتم التعامل معها مثل أي مضمون ولا يجوز للمستشفى أن يتقاضى أي مبلغ من المريض على الإطلاق".
أمام ما جرى، هل ثمة أسباب أو مبررات منعت المستشفى من القيام بواجبه حيال ساسين، أم أن التحايل على المريض بات أمراً واقعاً؟
رفعت "النهار" الشكوى إلى إدارة المستشفى المعنية للإستفسار عما حصل، فطلبت الأخيرة منا التريّث للتحقق من الأمر. كررنا الإتصال إلا اننا لم نحصل على جواب. فهل صمت المستشفى دليل إلى عدم وجود أي مبرر مقنع لما فعلته، وأنها أخطأت وترفض الإعتراف بالخطأ؟



[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم