السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

60 عاماً من الأغنية الفرنسية على المسارح العالمية... شارل أزنافور: "لم أقل أبداً كلمة وداعاً"

المصدر: "النهار"
جوي جريس
60 عاماً من الأغنية الفرنسية على المسارح العالمية... شارل أزنافور: "لم أقل أبداً كلمة وداعاً"
60 عاماً من الأغنية الفرنسية على المسارح العالمية... شارل أزنافور: "لم أقل أبداً كلمة وداعاً"
A+ A-

بقامة لم يزد طولها عن متر و65 سنتيمتراً، رفع #شارل_أزنافور على مدى ستين عاماً الأغنية الفرنسية على أهم المسارح في العالم كلّه، قبل أن يفارق الحياة ليل الأحد الاثنين عن 94 عاماً في منزله في منطقة #ألبيل في جنوب #فرنسا بعد اختتام جولته في اليابان بحسب ما أفاد مسؤولوه الإعلاميون. وكان أزنافور، أكثر المغنين الفرنسيين شهرة في العالم وسفير الثقافة الفرنسية، من المقرر أن يحيي حفلة في 26 تشرين الأول في #بروكسل إلى جانب حفلات أخرى في تشرين الثاني وكانون الأول قرب #باريس، كما أنه كان ينوي القيام بجولة قصيرة في فرنسا. واضطر المغني في الفترة الأخيرة إلى إلغاء حفلاته، ففي نيسان ألغى حفلة في #سان_بطرسبرغ الروسية بسبب تمزق عضلي كما ألغى حفلاته اعتباراً من أيار بسبب كسر ذراعه اليسرى بعد سقوطه.


حين استعرض أزنافور في الآونة الأخيرة مسيرته الفنية، قال: "لقد عشت مسيرة فنيّة لم تكن متوقّعة، لكنها كانت مثالية، إنه الحظّ". لكن في الحقيقة، لم يكن الحظّ وحده ما أوصله إلى هذه المراتب العليا وجعل منه رمزاً من رموز فرنسا، بل هي الموهبة وكذلك الإرادة.

بعد ثماني سنوات من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية في عام 1915، استؤنفت المجازر ضد الأرمن في عام 1923. ولد شارل أزنافور، واسمه الكامل شارل أزنافوريان، في باريس عام 1924 من والدين مهاجرين من #أرمينيا كانا ينتظران تأشيرة للسفر إلى الولايات المتحدة. في البدء، كان يرغب باحتراف التمثيل ودخل عالم المسرح والسينما وانطلق بعد ذلك، في الغناء مع بيار روش في بداية الأربعينيات، وفي العام 1946 التقى شارل ترينيه و#إديت_بياف التي أطلقت عليه لقب "العبقري الأحمق" ودفعته إلى تغيير مظهره وتحسين شكل أنفه.

اقتحم عالماً كان يُعيب الكثيرون فيه عليه قصر قامته وصوته المحدود في طاقاته، لكنه في ذلك الوقت لم يحقّق أي شهرة كبرى كمغنّ بل كان يؤلف الأغاني للآخرين مثل بياف وجولييت غريكو. وظلّت حاله على هذا النحو إلى منتصف القرن العشرين، حين حقّقت أغنية "سور ما في" (1954) نجاحاً كبيراً، واعتلى من بعدها مسرح الأولمبيا متحدّياً كلّ الحواجز ليصبح عملاق الأغنية الفرنسية. في العام 1960، صوّر فيلماً سينمائياً مع فرنسوا تروفو بعنوان "تيريه سور لو بيانيست" ، ثمّ أصدر أغنية "جو مونفواييه ديجا"، والتي صارت واحدة من أشهر ما غنّى.

 في عام 1963، حقّق نجاحاً كبيراً في كارنيغي هول في #نيويورك، وصار نجماً عالمياً وشرع في جولة عالمية، زار فيها أرمينيا للمرّة الأولى. بعد عامين، أنجز أوبريت "موسيو كرنافال" وكانت "لا بوهيم" واحدة من أغانيه، وفي عام 1968 تزوّج للمرّة الثالثة من السويدية أولا تورسيل. في السبعينيات، تطرّق إلى التزامه قضية أرمينيا في اغنية "إيل سون تومبيه" وإلى بعض القضايا الاجتماعية في أغنية "مورير ديميه" المستقاة من فليم بالاسم نفسه يروي قصّة انتحار مدرّسة في العام 1969 بعدما ربطتها علاقة بتلميذ لها. وصارت أغانيه ذات انتشار واسع، حتى أن كبار الفنانين في ذلك الزمن استعادوا عدداً منها، كما فعل راي تشارلز مع أغنية "لاماما" وفريد أستير بـ"لو بليزير ديمودي" وبينغ كروسبي.

واصل أزنافور رحلته في السينما أيضاً، فصوّر أفلاماً منها "لو تامبور" في العام 1979 من اخراج فولكر شلوندورف، و"لو فانتوم دو شابولييه" لكلود شابرول في العام 1982. في العام 1988 ذهب إلى أرمينيا لتقديم يد العون بعدما ضربها زلزال مدمّر، وأسس لجنة "أزنافور من أجل أرمينيا"، وكتب أغنية "من أجلك أرمينيا" التي سجّلها بالتعاون مع أكثر من 80 فناناً وبيع منها مليون نسخة. وبعد هذا الحدث، عُيّن أزنافور سفيراً دائماً لأرمينيا من قبل #اليونسكو.

في عام 1991، قدّم عروضاً مشتركةً مع صديقته ليزا مينيلي، وفي عام 1995 اشترى دار النشر الموسيقية راول بروتون. وفيما كان كثيرون من أبناء جيله أو حتى من هم أصغر يفكّرون بالتقاعد، كان هو يواصل إصدار الأغاني والكتب ويقدّم العروض في مختلف أنحاء العالم مؤمناً بالمقولة الشهيرة التي كان يرددها دائماً: "أنا لست عجوزاً لكني متقدم بالسن، والأمر ليس سيان". في 26 كانون الأوّل 2008، منحه رئيس جمهورية أرمينيا #سيرج_ساركسيان، الجنسية الأرمينية وأصبح شارلز أزنافور سفيرًا لأرمينيا في #سويسرا في عام 2009.

كما صرّح في العام عينه: "أرضي فرنسية. لدي قبر صغير بني في دير يعود إلى القرن الثاني عشر في بلدتي، مونفور لاموري". اختار هذه البلدة الصغيرة من إيفلين كمرقده الأخير، وكان ذلك أحد التعليمات الأساسية التي طرحها حول جنازته. وفي عام 2011 قال قبل شروعه في 22 عرضاً وهو في سن 87 عاماً "لم أقل أبداً كلمة وداعاً". وهكذا، سينضم أزنافور إلى والديه ميشا وكنار في القبر الذي بنياه، وإلى ابنه البكر باتريك الذي فارق الحياة عام 1976 عن عمر يناهز الـ25 عاماً. 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم