الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

نقدُ حفل ملكة جمال لبنان: العُمق مقترباً من السطح

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
نقدُ حفل ملكة جمال لبنان: العُمق مقترباً من السطح
نقدُ حفل ملكة جمال لبنان: العُمق مقترباً من السطح
A+ A-

لا شكّ في أنّ الحدث ضخم والدعاية هائلة. أصبح للبنان ملكة جديدة، أطلّت للمرة الأولى من شاشة "أم تي في". أمكن #أنابيلا_هلال أن تترك الجمال يتجلّى من تلقائه، فيدركه المُشاهد من دون منّة المبالغة. لكنّ النصّ المكتوب راح يميل نحو التضخيم. خلف المشهد باسم كريستو، منحه جمالاً إضافياً. لمساته على الصورة تحاكي الرغبة في إثبات التفوّق وتأكيد البصمات الفارقة. في الشكل، لا غبار، فالمحطة وعدت بالتميُّز ووفت. في العمق، نتوقّف قليلاً.

 ثلاثون شابة يصبحن خمس عشرة فجأة. مرور خاطف، فاختزال العدد إلى النصف، من دون أن تثبت واحدة في المخيلة. لِمَ الحديث عن ثلاثين من باب التجديد، ثم العودة إلى العدد البديهي؟ قالوا إنّه إجراء مُعتمد في مسابقات جمال عالمية، لكنه تبرير غير مقنع. خمس عشرة شابة بعد عرض المايوه وفساتين السهرة يصبحن عشراً. ممتاز، لو أنّ الوقت ضُبط قليلاً ولم تُصب السهرة بشيء من بطء الإيقاع. مجدداً، تؤكد أنابيلا هلال الضخامة والإبهار والدهشة. إطلالتها جميلة، تركت راغب علامة في حيرة، "أضعتُ بينكِ وبين الملكات". نعلم أنّ التحضيرات تستنفد الطاقات، وخلف الحرص على التفاصيل فريقاً من جهد وحماسة واصرار على النجاح. المعضلة في رفع السقوف فوق ما تحتمل. وفي التراشق المُفرغ من كلّ المبررات. حرب المحطات لم تبدأ بانتقال مارسيل غانم إلى "أم تي في" ولن تنتهي بالرسائل المباشرة والمبطّنة. إيقاد الجمر لا يصحّ في أيّ حال، فكيف بسهرة لا يكترث فيها أحد للسهام المتطايرة وجرعات السمّ؟ هدوء يا شباب، من هنا وهناك، لسنا في مطحنة، ولا أحد يستطيع حجب الشمس إن أشرقت وتجلّى نورها في الأرجاء.

محنّك مارسيل غانم، يصدّ ويردّ. ليت المحطة اتّخذت قراراً بالإبقاء على الجمال وحده، دون الشطحات واللطشات، وضبطت اندفاعات ووفّرت حماسات قد تُفهَم في غير سياقها. المسائل بالاعتدال، والمبالغة أحياناً تنقلب إلى ضدّها.

اللحظة المُرّة: هَمّ الأسئلة. مايا رعيدي جميلة بالإجماع، في ملامحها نوستالجيا أيام عذبة. وحين تكلّمت، تعثّرت. بعض الأسئلة تسبّب باضطراب الأجوبة، لكن المعدّل أفضل مما فات، ونجت الجميلات من اللذع والهزء. ميرا طفيلي واثقة الحضور، متينة الشخصية، جمالها جذاب، ويارا بو منصف "كلاسي"، أنيقة، جمالها ببراءة الملامح. وصيفتان أولى وثانية تفوّقتا على الملكة بالقدرة على التحدّث واختيار المفردات، لكن الحُكم للجمال المحض، وهذا ليس دائماً من مصلحة المسابقة.

عافى الله الزملاء على السهر والتعب والنتيجة، لولا مشهديات أمكن تفاديها. الجمال تلقائي، عمقه في الكلمات القليلة. ثقافة المتراس قرّبت العُمق من السطح.

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم