زيت السمك للوقاية من نوبات القلب والدماغ

لندقق في الكلمات: زيت السمك للوقاية من نوبات القلب وسكتات الدماغ. إذاً، المسألة لا تتعلق بمجرد فائدة زيت السمك لصحة الدماغ والقلب والأوعية الدموية، لأن تلك الفوائد معروفة، ومعظمها يُنسَبْ إلى وفرة زيوت "3 أوميغا" في ذلك الزيت البحري.

هذه المرّة، هناك أفق آخر، في استعمال تلك المادة بجرعات كبيرة، كوصفة طبيّة للوقاية من نوبات القلب وسكتات الدماغ لدى من هم مرضى فعليّاً، بل تحديداً من يعانون مرض سكري البالغين Adult Onset Diabetes (يسمّى أيضاً "سكري من النوع الثاني" Diabetes Type II) وأمراض القلب والشرايين.

وانفتح ذلك الأفق عبر دراسة موسعة استمرت 5 سنوات وشملت 8000 مريض بالسكري والقلب، وتولّاها فريق علمي أميركي قاده البروفسور ميشيل بلاهاه، وهو مدير مركز البحوث الطبيّة السريريّة في "جامعة جون هوبكنز" الأميركية.

وتقدّم الدراسة التي قدّمتها مجلة "تايم" عبر حوار مع البروفسور بلاهاه، أمام المؤتمر السنوي لـ"الرابطة الأميركية للقلب" في تشرين الثاني 2018. ونشرت معلومات عن تلك الدراسة عينها في "نيويورك تايمز"، إضافة الى مجموعة من المواقع الشبكية الطبيّة المختصة. وبيّنت الدراسة أن التأثير الوقائي لتناول جرعات كبيرة يومياً من زيت السمك [تحديداً، "3 أوميغا"]، ظهر جليّاً عند من يعانون ارتفاعاً كبيراً في الدهون المضرّة في الدم، خصوصاً الـ"تريغليسيرايد" Triglyceride. ورصدت الدراسة حدوث انخفاض في نوبات القلب وسكتات الدماغ عند أولئك المرضى، بنسبة تفوق الـ25% مقارنة بنظراء لهم لم يكونوا يتناولوا زيت "3 أوميغا".

وأشار فريق الدراسة إلى أن زيت السمك يحتوي كميات وافرة من "3 أوميغا" الذي يملك خصائص تعطيه القدرة على خفض مستويات الدهون في الدم، وتخفيف الالتهابات في جدران الأوعية الدمويّة، وتخفيف كثافة الدم التي تساهم في تكوّن الجلطات في الأوعية الدموية التي تغذي القلب والدماغ.