الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"ربيع أيلول" مهرجاناً فنياً في تولوز الفرنسية

تولوز(فرنسا)- أوراس زيباوي
"ربيع أيلول" مهرجاناً فنياً في تولوز الفرنسية
"ربيع أيلول" مهرجاناً فنياً في تولوز الفرنسية
A+ A-

"ربيع أيلول" عنوان مهرجان فني تحتضنه مدينة تولوز، وهو يأتي ضمن تظاهرة ثقافية تقام في المدينة كل سنتين منذ العام 2001، وتعد من بين الأهم، فرنسيا، بالنسبة إلى الفن المعاصر.

معارض، عروض أفلام، تجهيزات، منها ما تم إنجازه سابقا، ومنها ما هو فوري أمام أعين الزوار. نشاطات متنوعة ومختلفة تتحول أبرز صروح المدينة ومبانيها التاريخية مسرحاً لها، فيتداخل الحديث والقديم في بوتقة واحدة تعطي المكان لمسة شعرية جديدة.

هاجس المهرجان كما قال مديره كريستيان برنار، هو "التركيز على موضوع العنف السائد في العالم وهذا ما يفسر كيف أن عددا من الأعمال الفنية المعروضة هذه السنة تتموضع في قلب الصراعات القائمة اليوم وفي التاريخ". وهناك نسبة متزايدة من الفنانين تتحرك أعمالها في هذا الأفق، وتشهد وفق طريقتها الخاصة على الصراعات التي تهز العالم فتطالعنا مثلا مسألة الاستعمار وانعكاساتها من خلال عمل مصور للفنانة النيوزيلندية لايزا ريحانا تحت عنوان "على خطى فينوس"، أنجزته بين 2015 و2017. يروي هذا العمل الذي شارك أيضا في "بيينال البندقية للفنون"، اللقاءات التي تمت بين الرحالة الأوروبيين الآتين من دول مختلفة وبين الشعوب التي يكتشفونها والتي لم تكن معروفة لديهم من قبل. كما يشير الى حجم العنف والدمار الذي ولّده هذا الاحتكاك بين الشعوب الوافدة والشعوب المقيمة، من أمراض حملها معهم أولئك "المرسَلون" بالإضافة الى سائر أنواع العنف. أما وجهة النظر الكامنة في خلفية هذا العمل الفني فلا تأتي من زاوية النظرة الأوروبية الى الموضوع لكنها تنتصر للضحايا، أهالي البلاد الأصليين، وهذا ما يؤكد مرة أخرى أن اللقاء الفعلي بين الشعوب لا يمكن أن يتم بالقوة وإنما فقط من خلال الحوار.

أما الأعمال المسكونة بالحروب واهوالها فتحمل توقيع كل من الألماني ألكسندر كلوج والفرنسي أونج ليشيا، وهذا الأخير قدم تجهيز فيديو بعنوان "فتيات، أشباح وحرب" ويحتوي على مشاهد من الحياة اليومية ومن رحلات قام بها الفنان الى الخارج من نيويورك الى آسيا مرورا بالشرق الأوسط (مصر وسوريا، مع وقفة طويلة في دمشق وتدمر). في موازاة أفلام الفيديو المعروضة، هناك صور رقمية تتمحور حول حروب الشرق الأوسط والربيع العربي. تواكب المشاهد والأحداث التي يرصدها، صور لفتيات شابات على خلفية صور الحرب الحاضرة بقوة. كأن هذه الازدواجية بين العاطفة والنظرة الموضوعية للواقع، تعكس ثنائية الرغبة والرعب.

المشاركة اللبنانية تتمثل في تجهيزات الفنان والموسيقي اللبناني طارق عطوي التي تدعونا الى تجربة مختلفة مع الأصوات. ويأتي هذا النتاج في سياق الأعمال التي ينكب عليها الفنان منذ نحو عشر سنين وتتجسد في مشاريع تعتمد على أنواع مختلفة من عالم التكنولوجيا والأبعاد الصوتية. وما كانت تجربة طارق عطوي لتكتمل وتتطور منذ بدايتها حتى اليوم لولا احتكاكه بموسيقيين محترفين وهواة على السواء، صم وغير صم أيضا، وهكذا يكتشف الفنان كيف أن المصابين بالصمم وفقدان السمع يتغير معهم مفهوم الصوت وتلقيه وكذلك مفهوم المدى الذي تنتشر فيه الآلات التي تبث الأصوات المختلفة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم