الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

عرض زنزلخت

سمير عطاالله
Bookmark
عرض زنزلخت
عرض زنزلخت
A+ A-
يكره العرب المنطق لأنهم يخشون أن يلحق بهم الخسارة. فاللجوء الى العقل، أو القبول بالتعقل، قد يفقدك ما حصلت عليه بغير حق. أو بغير اجتهاد. أو بغير سعي. لذلك، قال احدهم "من تمنطق فقد تزندق". ليس إلا. فالمنطق أقرب الى الكفر لأنه طريق يفضي غالباً إلى العدل. والضعيف أو المرتكب أو المزور، يخشى دائماً الانفضاح. لذلك، تفضل اكثرية الناس الحفاظ على جهلها. والقرآن الكريم يختم آيات عدة بأن اكثرية الناس لا يعقلون، أو لا يفكرون.وهذا ما يسميه العالِم العراقي علي الوردي في كتاب شهير "مهزلة العقل البشري" ويستند الى البروفسور كارفر في القول إن التنازع البشري له سببان طبيعيان في الإنسان: الأول استحالة اشباع الحاجات البشرية كلها، والثاني حب الإنسان نفسه وتقديره أكثر مما يستحق في حقيقة أمرها.لذلك، لا يعود يقف عند حد: لا في المال ولا في الحكم ولا في العشق. حتى التعاون جزء من النهم البشري، كما يقول كارفر، فالإنسان يتعاون مع بعض الناس لكي يكون أقدر على محاربة البعض الآخر. ما من تعاون مجرد في حد ذاته. وهكذا ينتظم البشر فِرقاً وتجمعات، أو يقوّون صِلاتهم القبلية غير عابئين بكل ما يحدث للآخر من ظلم أو اجحاف.يقال إن بابلو نيرودا كان واقعاً دائماً في حب المرأة التالية، لأنه قد سئم الحالية. فالحالية لا تؤكد انتصاره الرجولي وأصبحت أمراً مفروغاً منه. والمسألة ليست أبداً في انه يحب تلك المرأة، بل أنه يحب نفسه.كان لا بد من القوانين تهذب الجشع البشري وتؤدب معرفة النفس والحقوق والحدود. وصار مقياس التحضر بين الناس مدى تعلقهم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم