‎الاقتصاد الريعي والتدمير الخلّاق

في نفس الوقت الذي أكتب فيه هذا المقال، يزداد القلق، وحتى الهلع، في الأوساط المالية والاقتصادية، التي تراقب أسعار سندات الخزينة اللبنانية تذوب حتى أصبحت الفائدة على الدولار، اَي كلفة اَي دين جديد للدولة اللبنانية، هذا الصباح تناهز الـ١٤في المئة وقد كانت ١٠في المئة منذ اقل من أسبوع. كذلك أصبحت كلفة التأمين (CDS) لهذه السندات حتى على المدى القصير، اَي ستة أشهر، ١٣في المئة وقد كانت نصف ذلك الرقم عندما استقال الرئيس الحريري. وهذا اعلى مستوى منذ عقود، وأعلى من تركيا او الأرجنتين. ودعونا لا نتكلم عن فائدة الليرة التي لا تشجع اَي مستثمر على تأسيس شركة او تمويل اختراع او توظيف الأجيال الصاعدة، لانه اسهل على المستثمر ان يضع امواله في البنك ليضاعف ثروته كل خمس سنوات، وهذا من بوادر تحويل اقتصادنا الى اقتصاد ريعي كسول، ينتشر كالسرطان وينهي الأعضاء المنتجة من باقي اقتصادنا. فكيف وصلنا الى هذا الوضع الرديء؟...