الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مي شدياق في عيد ميلادها الثاني

غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
مي شدياق في عيد ميلادها الثاني
مي شدياق في عيد ميلادها الثاني
A+ A-

قد تختلف مع #مي_شدياق في الرأي السياسي، او ربما في الانتماء الحزبي، وهذا حق، لكنك لا يمكن ان تعارضها في النظرة الى لبنان والى حب لبنان.

قد تختلف مع مي شدياق في الاسلوب، وفي التعبير، لكنك تظلمها اذا قلت انها لا تقول كلام حق في دفاعها، وايضا في اتهامها. بعض الذين يعارضونها التوجه اليوم سبقوها الى كيل الشتائم والتهم قبل حين، او لنقل قبل ان يبدلوا هواهم السياسي، ويبنوا تحالفات جديدة. والتحالفات في لبنان دائما مصلحية وقتية، لم تقم يوما على مبدأ او قضية. وهذه التحالفات لا تعني انتفاء القضية، بل تحقيق المصالح الانية، وبعضها غاية العمل السياسي، اذ يهدف كل فريق الى بلوغ السلطة مهما بلغت الاثمان، ويسعى اخرون الى ابعاد الاولين عن السلطة ولو بكلفة باهظة.

لنعد الى مي شدياق، التي دفعت ثمنا غاليا لمواقفها السياسية، اذ لم يكن دافع مفجرها، وقاتلها الافتراضي، ان يستولي على مالها، او ان ينتقم لحب وغرام، ولم يكن يريد ان يبلغ رسالة الى الاخرين، بل قصد بملء وعيه وارادته قتلها، مدفوعا من مجرمين امثاله. وعلى رغم قربه من تحقيق هدفه باقتطاعه اجزاء من جسدها، وباقتلاع روحها من الالم الذي لم يفارقها الى اليوم، جسدا وروحا، فان العناية افشلت المخطط، لتجعل من مي الاعلامية، "حصرمة" في وجه المجرمين والمعتدين بأنفسهم من جراء دعم الوصاية لهم، والامنين الذين بلغوا التقاعد ولم يتقبلوا حاضرهم، وازلام المخابرات على تعدد اشكالهم، والابواق المزايدين بحثا عن اطلالات وموقع ومخصصات وحصانات لا تدوم لأحد.

مي شدياق التي يختلف كثيرون معها في السياسة، وخصوصا الذين يناصبون العداء لحزب "القوات" اثبتت ان السيدة اللبنانية متقدمة ومتميزة، وهي حققت لاحقا ما لم تقدم عليه وتحققه وهي مكتملة الاعضاء، والذين عيروها باعضاء منقوصة في جسدها، وبـ "قطع غيار" عندما ارادوا مواجهتها، فانهم بلغوا اقصى حالات الافلاس الانساني والاخلاقي، وهم ربما لم يصعدوا من الحضيض يوما.

مي شدياق اثبتت ان الانسان اللبناني اقوى من كل ظروفه ومصائبه ونواقصه، وانه فعلا كطائر الفينيق، يقوم وينتفض مجددا متحديا كل الازمات، واكثرها وجودي في هذا البلد الصغير.

مي شدياق اثبتت ان الحياة اقوى من الموت، وان حب الحياة يغلب ما عداه، وان الاعضاء ليست الا زوائد لا تزيد على قيمته شيئا، على ما قال المعلم الالهي "فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك. لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. وإن كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها وألقها عنك. لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم".

في مثل هذا اليوم من كل سنة، في عيد ميلادي، اذكر انه ايضا عيد مي التي ولدت من جديد من رحم المعاناة وتعمدت بالنار لترسم مسارا جديدا لحياتها لها ان تفاخر به.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم