أساطير كثيرة نشرها الإنسان عبر التاريخ، وكان للفلك والكواكب حصة كبيرة منها، ربما لأنها مجهولة عند الإنسان العادي ولا يستطيع الوصول اليها وإكتشاف حقيقتها. ومن بين القصص التي تناقلها الأسلاف على مز الزمن، تبرز تلك المتعلقة بالبدر أي القمر عندما يكتمل. فعلى سبيل المثال، كان يقال بأن هذه الحالة الفلكية تعتبر نذير شؤم على حياة الإنسان، والبدر يؤثر بشكل مباشر على الجرائم والقتل والوفيات والكوارث، حتى أن بعض المسلسلات والأفلام تستعين بمشهد القمر المكتمل عند الحديث عن قرب حصول جريمة أو مصيبة. فهل هذه الأساطير صحيحة؟
لكن جميع الدراسات وجدت أن كثافة ضوء القمر يكون لها تأثير إيجابي وجوهري على النشاط الإجرامي في المحيط الخارجي، حيث سجلت الدراسات أنه مع ازدياد ضوء القمر يرتفع النشاط الإجرامي. وبالتالي، وعند إكتمال القمر وتحوله الى بدر تزداد نسبة الضوء التي نشعر بها ونراها، وهذا هو السبب الذي يؤدي الى إرتفاع عدد الجرائم، أي أن هذه الدورة الفلكية ليس لها أي علاقة بسلوك الإنسان بحسب العلم، الا أن العلاقة هي فقط مع نتائج هذه الحركة الفلكية، وهنا نتحدث عن الضوء. ومن بين أحد التفسيرات التي توضح هذه العلاقة، ما يشار إليها بإسم "فرضية الإضاءة"، والتي تشير إلى أن المجرمين يحبون تواجد ما يكفي من الضوء للقيام بأفعالهم أو أن الضوء قد يدفعهم الى الخروج أكثر من المنزل لإرتكاب جرائمهم، ولعل هذا الضوء يسهل عليهم عمليتهم، على عكس الظلام الذي قد يشكل لهم مصدر تهديد مجهول. أما التفسير الآخر، فهو الإعتقاد أنه قد تكون هناك حركة أكبر للناس خلال ليالي اكتمال القمر، وبالتالي تتوفر مجموعة أكبر من الضحايا للمجرمين لأن زيادة نسبة الضوء ليلاً تشعر الإنسان العادي بالطمأنينة أكثر للخروج من المنزل.