السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

روسيا ترفع التحدي أمام إسرائيل..."إس- 300" لسوريا

روسيا ترفع التحدي أمام إسرائيل..."إس- 300" لسوريا
روسيا ترفع التحدي أمام إسرائيل..."إس- 300" لسوريا
A+ A-

دخلت الأزمة السورية طوراً جديداً من التعقيد الاقليمي، بعد قرار روسيا تزويد دمشق منظومة صواريخ أرض - جو متطورة من طراز "إس- 300"، غداة تحميل وزارة الدفاع الروسية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن اسقاط طائرة استطلاع روسية من طراز "إيل- 20" خلال غارات اسرائيلية على مواقع في محافظة اللاذقية في 17 أيلول الجاري. وردت اسرائيل على القرار الروسي بالتحذير من تأجيج "المخاطر" الاقليمية وانضمت اليها الولايات المتحدة التي اعتبرت الخطوة الروسية "تصعيداً خطيراً" وتمنت على موسكو إعادة النظر في قرارها.

وقال وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو إن موسكو تفضلت على إسرائيل في الماضي بالامتناع عن تزويد سوريا النظام الصاروخي. لكن الحادث الذي حصل الأسبوع الماضي وأودى بحياة 15 رجلاً من القوات الروسية أجبر روسيا على اتخاذ "إجراءات ملائمة للرد" حفاظاً على أمن قواتها.

وأضاف :"نظام إس- 300 الصاروخي الحديث للدفاع الجوي سيُنقل الى القوات المسلحة السورية في غضون أسبوعين... وسيعزز بدرجة كبيرة القدرات القتالية للجيش السوري". واوضح أن موسكو اتخذت ثلاث خطوات مهمة لحماية أمن عسكرييها في سوريا، على خلفية إسقاط طائرة "إيل- 20"، وهي:

1- تسليم منظومات "إس- 300" الروسية للدفاع الجوي إلى الجيش السوري في غضون أسبوعين.

2- تجهيز المراكز القيادية لقوات الدفاع الجوي السورية بنظام آلي للتحكم موجود حصرياً لدى الجيش الروسي، مما سيضمن الإدارة المركزية لكل الدفاعات الجوية السورية، وتحديها كل الطائرات الروسية في الأجواء.

3- إطلاق التشويش الكهرومغناطيسي في مناطق البحر المتوسط المحاذية لسواحل سوريا لمنع عمل رادارات واتصالات الأقمار الاصطناعية والطائرات خلال أي هجوم على سوريا مستقبلاً.

وصرح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش القرار عبر الهاتف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأكد أن قرار روسيا تزويد سوريا بمنظومة "إس-300" ليس موجهاً ضد أي دولة ثالثة. وقال: "روسيا في حاجة لزيادة أمن جيشها ويجب أن تكون المسألة واضحة للجميع". لكنه جدد اتهامات موسكو لإسرائيل بأنها تتحمل مسؤولية إسقاط الطائرة: "لا شك في أنه وفقا لخبرائنا العسكريين، كان العمل المتعمد للطيارين الإسرائيليين هو سبب المأساة وهذا لا يمكن إلا أن يضر بعلاقاتنا (الروسية-الإسرائيلية)".

وأعلن مكتب الرئيس السوري بشار الأسد عن اتصال بين الرئيس بشار الاسد وبوتين. وقال :"حمل الرئيس بوتين خلال الاتصال إسرائيل مسؤولية إسقاط الطائرة وأبلغ الرئيس الأسد أن روسيا ستطور منظومات الدفاع الجوي السورية وتسلمها منظومة إس-300 الحديثة".

وكانت روسيا قد لمحت في نيسان إلى أنها ستزود سوريا نظام "إس-300" على رغم الاعتراضات الإسرائيلية.

وجرى تحديث منظومة "إس-300" التي طورها الجيش السوفياتي ثم أنتج منها نسخا مختلفة بقدرات متباينة قادرة على إطلاق الصواريخ من شاحنات. والمنظومة مصممة لإسقاط الطائرات الحربية والصواريخ الباليستية للقصيرة والمتوسطة المدى.

الموقف الاسرائيلي

وفي القدس، أفاد مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء أبلغ بوتين خلال المكالمة الهاتفية أن تزويد أطراف "غير مسؤولين" أنظمة أسلحة متقدمة سيؤجج المخاطر في المنطقة، وأن إسرائيل ستواصل حماية أمنها ومصالحها. واتفق المسؤولان على مواصلة التنسيق بين القوات المسلحة للبلدين.

وكتب عوفير غينديلمان الناطق باسم نتنياهو على "تويتر" بعد الاتصال بين بوتين ونتنياهو: "قال رئيس الوزراء نتنياهو إن نقل أنظمة أسلحة متطورة إلى أيدِ غير مسؤولة سيزيد الأخطار في المنطقة وأضاف أن إسرائيل ستواصل الدفاع عن أمنها ومصالحها".

تحذير اميركي

وفي واشنطن، صرح مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون :"نعتقد أن تزويد الحكومة السورية إس-300 سيكون تصعيداً خطيراً من الروس...وما نتمناه هو أن يعيد الروس النظر في الأمر إذا كانت هذه التقارير الصحافية دقيقة".

وقال: "ينبغي ألا يكون هناك أي لبس في ذلك...الطرف المسؤول عن الهجمات في سوريا ولبنان، وهو طرف مسؤول حقاً عن إسقاط الطائرة الروسية، هو إيران".

وحذر من أنه إذا استخدمت الحكومة السورية أسلحة كيميائية مجدداً فإن الرد الأميركي سيكون ثقيلاً. وقال: "إذا ارتكبوا خطأ استخدام أسلحة كيميائية مجدداً فإن الرد سيكون أقوى بكثير من ذي قبل، وسيكون تأثيره المقصود ايجاد هياكل ردع تضمن ألا يفعلوا ذلك مجدداً".

وأشار الى أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لضمان عدم استخدام سوريا أسلحة كيميائية، وانها ضغطت على روسيا لهذا الغرض.

وتحدث عن الحاجة الى عملية سياسية، لكنه لاحظ أن خطط روسيا في شأن النظام الصاروخي تجعل ذلك صعبا. وشدد على أن القوات الأميركية ستبقى في سوريا ما دامت إيران هناك، قائلاً: "لن نرحل ما دامت هناك قوات إيرانية خارج حدود إيران ويشمل ذلك وكلاء إيران وميليشياتها".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم